7 مارس 2010

" للبيتِ ربٌّ يحميه "

[ مرّاتٌ ومرّات ]
مرة أخرى يُدنّس المسجد الأقصى، ومرة أخرى يُهرق الدم في ساحاته، ومرة أخرى يطلق المتطرفون الصهاينة تهديدات ناريّة، ومرة أخري تنتهك اسرائيل التاريخ والمحرّمات... المرة الجديدة في هذا المشهد ألا يُقابل ذلك ممّا اعتدنا عليه من مظاهرات جارفة وأصوات عالية تغضب لما يحدث في "أولى القبلتين" ... ألا تدرك هذه الجماهير حقيقة ما يحدث ؟! هل استنفذت "عاطفتها" ؟! أم لعلّها تستبقيها لما هو أسوء ؟! ... لا أعرف!
( الصورة من مدوّنة عمر توك)

[ محاولة للتفسير ]
على ذكر العاطفة؛ كثيراً ما يقولون أننا - معشر العرب والمسلمين - أُناس عاطفيّون ! ... هل نحن فعلاً عاطفيون؟  لماذا "عاطفيون"؟ ..طيّب هل العاطفة أصلاً شئ قبيح ؟!
الحقّ أن القوم في قولتهم تلك وبغض النظر عن مآرب في أنفسهم قد أصابوا الحقيقة. فإن كانت العاطفة تقابل العقل فهما متكاملان، أو بلغة رياضيّة مجموعهما ثابت .. وكوننا نعيش خواءً معرفيّاً يستتبع بالضرورة خواءً فكرياً؛ استولت العاطفة علينا وحكمتنا حكماً "أحاديّاً"

[ سذاجة ! ]
تقول جولدا مائير في مذكراتها أنها سارعت لدى سماعها خبر إحراق المسجد الأقصى (عام 69 - كانت رئيسة الوزراء آنذاك) إلى توضيب حقيبتها، وظنّت - يا لسذاجتها - أنّ ساعة إسرائيل قد أزفت، ثم تذكر أنّ اليوم التالي كان الأسعد في حياتها بعد إدراكها ردة فعل المسلمين ...( ! )
أه .. لا أعلم أعليّ القول يا لها من رئيسة وزراء ساذجة. أم يا لسذاجتنا .. أم يا لـِ ... !،، كما أنّي لا أخمّن ما قد  يكتب نتن ياهو في مذكراته عن هذا الأسبوع!
ما أعلم؛ أنّ الوقت الذي تعود فيه تلك "الجماهير" للخروج بالشكل الذي اعتدنا عليه لكن عن وعي وعقيدة راسخة وليس لعواطف جيّاشة أولمشاعر فيّاضة فحسب... حينها.. وحينها فقط؛ لنا أن نتصوّر ردّة فعل كردّة فعل مائير... وعندها لن نكون "كغثاء السيل".

[ لن يَصلحَ آخرُ هذه الأمّة إلا بما صلح أوّلها ]
لـِ / محمود غنيم
مالي وللنجم يرعاني وأرعاه ~ أمسى كلانـا يعـاف الغمـض جفنـاه
لي فيك يا ليـل آهـات أرددهـا ~ أواه لـو أجْـدَتِ المحـزون  أواه

لا تحسبني محبا يشتكي وصبا ~ أهون بما فـي سبيـل الحـب ألقـاه
إنـي تذكـرت والذكـرى مؤرقـة ~ مجـدا تليـدا بأيدنـا  أضعنـاه
ويح العروبة كان الكون مسرحها ~ فأصبحت تتـوارى فـي  زوايـاه
أنّى نظرت إلى الإسلام في بلد ~ تجـده كالطيـر مقصوصـا جناحـاه
كم صرّفتنـا يـد كنـا نصرفهـا ~ وبـات يحكمنـا شعـب  ملكنـاه
كم بالعراق وكم بالهند من شجـن ~ شكـا فـرددت الأهـرام شكـواه
بني العروبة إن القرح مسكم ~ ومسنـا نحـن فـي الإسـلام أشبـاه
لسنا نمـد لكـم أيمـان ناصلـة ~ لكنمـا هـو ديـن مـا  قضينـاه
سل الحضارة ماضيها وحاضرها ~ هل كـان يتصـل العهـدان لـولاه
هي الحنيفة عين الله تكلؤهـا ~ فكلمـا حاولـوا تشويههـا  شاهـوا
من وحّد العرب حتى صار واترهـم ~ إذا رأى ولـد الموتـور آخـاه
وكيف كانوا يدا في الحرب واحدة ~ من خاضها بـاع دنيـاه بأخـراه
وكيف ساس رعاة الإبل مملكة ~ ما ساسها قيصر من قبـل أو  شـاه
يهتز كسرى على كرسيه فرقا ~ من بأسـه وملـوك الـروم تخشـاه
سل المعالي عنـا إننـا عـرب ~ شعارنـا المجـد يهوانـا ونهـواه
هي العروبة لفظ إن نطقت به ~ فالشـرق والضـاد والإسـلام معنـاه
استرشد الغرب بالماضي فأرشده ~ ونحن كـان لنـا مـاض نسينـاه
إنا مشينا وراء الغـرب نقبـس مـن ~ ضيائـه فأصابتنـا شظايـاه
بالله سل خلف بحر الروم عن عرب ~ بالأمس كانوا هنا ما بالهم تاهوا
فإن تراءت لك الحمراء عن كثب ~ فسائل الصرح أين العـز  والجـاه
وانزل دمشق وخاطب صخر مسجدها ~ عمّن بناه لعل الصخـر ينعـاه
وطُفْ ببغداد وابحث في مقابرها ~ علّ امرءاً من بني العبـاس تلقـاه
هذي معالم خرسٌ كل واحـدة ~ منهـن قامـت خطيبـا فاغـرا فـاه
الله يشهد ما قلبت سيرتهـم ~ يومـا وأخطـأ دمـع العيـن مجـراه
ماض تعيش على أنقاضه أمم ~ وتستمد القـوى مـن وحـي ذكـراه
اللهمَّ قد أصبحت أهواؤنا شيعا ~ فامنن علينـا بـراع أنـت ترضـاه
راع يعيد إلى الإسلام سيرتـه ~ يرعـى بنيـه وعيـن الله  ترعـاه 

2 بصمات:

صــفاء يقول...

عن المرّات والمرّات فنسأل الله ان تكون هدوء ما قبل العاصفة!
وان الناس ستثور فيما بعد
لكن في الوقت المناسب وليس بعد فوات الأوان .

عن العاطفة ..يا ليتها عاطفة تخرج من الضمير !
انها من قلب خواء
ولو اننا بعاطفة مع ضمير لتغير حالنا حتى وان لم تفكر بعقل!
لكن لا ضمير في كثير من الاسلام والمسلمين.

عن السذاجة .. فلم استطع الجواب !

القصيدة رائعة .. في وقتها المناسب
ونسأل الله ان يغير حالنا للأفضل
وان يحرر قيد المسجد الاقصى من ايدي الغاصبين
آمـــيـــن !

مـروة يقول...

لمحة جميلة .. فقدما تجد حتى في المدونات عن نزيف جرح الاقصى ..
نريد هبة حية تنبض بمعاني الجهاد في سبيل الله
والحب لمسرى الهادي عليه السلام
قريبا هي ان شاء الله ..
بارك الله في اخي ..
ويح العروبة !!

إرسال تعليق

اترك بصمة.. و اعلم أن هناك من يقتفي الأثر