29 نوفمبر 2019

غزة مثلما سمحت لي أن أراها

[أعترف]
أنا الذي كنت أضحك ممّن يظنّ أنّا نعيش أربعًا وعشرين ساعة من يومنا في الحرب، وبين أصوات المدافع، ويتخوّف من زيارتها ويسأل عن حياتنا فيها، لقد تخوّفت وجفلت لمّا قيل لي قبل نحو شهر "فيه مؤتمر طبّي في غزة يومين، تروح؟"، ورددت: شو؟ لا! ثمّ بعد تردد قبلت. (هه!). هذا رغم أنّي منذ أمد غير قريب كان لديّ رغبة جارفة لزيارة غزة، للتعرف على هذا القطعة من الأرض، التي تشوبها بعض الأسطورية حتى لشخص يعيش داخل فلسطين.
برفقة ٣ رجال بريطانيين، واحد منهم أصله عراقيّ (وما أجمل ما كان عندما يتحدّث بلكنتها، غير أنه كان يراعي وجود الإنكليزيّين الآخرين فنادرًا ما كان يفعل)، وصلنا معبر إيرز (أو معبر بيت حانون، البوابة الوحيدة المفتوحة باتجاه غزة، من أقصى شمالها)، إني لا أعرف شيئًا أرض أطأها لأوّل مرّة، وقبالتنا بوابة فمشينا باتجاهها، لكن مجنّدتين بالمرصاد بدأتا بشكل هستيري بالصراخ باتجاهي من بعيد أنّ هذا المدخل ليس لي. حسنًا الظاهر أنّ هذا للأجانب ولي بوابة أخرى أشارتا لي نحوها. لم تكن الإجراءات ولا التفتيش معقّدان، نصف ساعة أو أقل وكان كل شيء جاهز.
لما التقينا بعد اجتياز المعبر الإسرائيلي سألني أحد البريطانيين كيف عرفت المجندة من بعيد أنّك -وحدك من بيننا- فلسطيني، رغم أنّ رفيقنا ذا الأصل العراقي لا تختلف سحنته عنك، فأجبته "أنّنا واليهود نعرف بعضنا جيّدًا ولو من بعيد". فضحك.
كان بعد نقطة اليهود نقطة للسلطة -التابعة لفتح- شبه شكلية من أجا التنسيق المباشر مع اليهود لم تأخذ منّا وقتًا، ثم تأتي نقطة تتبع لحماس وفيها أخذوا بيناتنا كأنّا نقطة حدود رسمية بين دولتين.
بعد اجتماعات النهار الأوّل التقيت بعمتي وأهلها، الذين التقيتهم قبل اندلاع الإنتفاضة الأولى عام ٢٠٠٠ للمرّة الأخيرة، وصلت مخيم النصيرات وسط قطاع غزة حيث يقيمون بعد المغرب، وفوجئت بحيوية الشوارع وامتلائها بالمتسوقين ومرتادي المطاعم، كانت الحياة عامرة. بتّ ليلتي هناك وأكلت ألذّ سمك في حياتي؛ ثم أوصلني ابن عمتي صباحًا لمرافقيّ حيث المؤتمر، فعرفتهم "ابن عمومتي الذي ألم أره منذ عشرين عامًا"، فاستغربوا، ثم عقّب أحدهم: أنا وابن عمي لم نر بعضنا أيضًا منذ عشرين عامًا .. حسنًا لكن هذا باختيارنا.
في الليلة الثانية تمشينا في حيّ الرمال والسرايا وميناء غزّة وشارع المؤسسات، هذه الأسماء التي كانت خيالًا أو شيئًا دانيه، صرت أمشي بلحمي ودمي فيها، وفي بالي قول القائل "وقد يجمع الله الشتيتين" إيه، والله كنت أظنّ أن لا تلاقيًا. بعض الشوارع مظلمة عن بكرة أبيها رغم حركة الناس فيها، وبعضها تنبض بالحياة والمطاعم والمحلات تمتلأ بالمرتادين، دخلنا أحد المولات الفخمة التي ما كنت لأتخيّل وجود مثلها حتى في الضفة.

أيام كانت تسمح لي الحياة بقراءة شيء غير الطب، أذكر أنه مرّ عليّ شيء يقول أنّ احتمال الموت في السيارة يفوق عدة أضعاف احتمال الموت بالطائرة، غير أنّ الصحافة لا تولى اهتمامًا سوى بالثانية؛ ذلك أنّ ما يهمها هو فرادة الحدث وقل اعتياديّته، أعتقد أنّ هذا جوهر الفرق بين احتلال الضفة بعادية الإقتحامات والمواجهات والإصابات المتفرقة والشهداء الذي يسقطون فرادى مرة كل عدة أيام أو أسابيع، وحصار غزة وقصفها الذي يسقط عددًا وافرًا من الشهداء كل عدة أشهر

9 مارس 2019

Short notes on my first year residency

من أيام أتممت سنة بالتخصص، سنة بالمطلع، بما يفترض أنّه تخصص باطني. كانت البداية فريدة من نوعها مع الدكتورة هبة، ريزدنت تكبرني بسنة أو اثنتين، أنُيط بها تعريفي بالسستم، علمتني كم شغلة في أول يومين، ثم صار ردها الثابت لكل سؤال واستفسار: "محدا بيتعلم غير من كيسو" مع لوية بوز. حقًّا لا أدري حتى اليوم ما نوع المعاملة التي تلقّتها في بداية مشوارها المهني، أو في طفولتها، حتى تصبح بهذه النفسية، وبودّي لو أعرف.
لم يوجّهني أحد، لم يعلمني شيئًا أحد، اللهم توجيهات ومعلومات تعد على أصابع اليد الواحدة. أنت وحدك وليس لك إلا كيسك الفارغ. مرة سألت أحدهم عن معنى اختصار فأجابني بتهرب "بشرحلك بعدين"، لأجد -بنفسي- فيما بعد أنه يمكن شرحه بثلاث ثواني. أمّا بخصوص الأخصائيين، فهم يحبون الجونيورز؛ يلاقون فيهم فرصة لاستعراض عضلاتهم المنفوخة والمحدودة، بعض من الوساخة وكثير من العُقد المتراكمة في نفسيّاتهم. فوق هذا لا يوجد تخصص باطني. لكن -للغرابة- كانت بدايتي لا بأس بها، لم أكتئب كما حُذّرت كثيرًا. تأخر الإكتئاب لوقت اضطرت للتعامل فيه مع د. خنازرة (ليس خطأً مطبعيًّا)، النفسية المحمضة والوساخة والخنزرة يجتمع منها فيه ما تفرّق في غيره.
نلت حظّا من تغيير الجو في بعض المحاضرات والمؤتمرات، نمت ليلتين في الانتركونتنتال في أريحا، ومثلهما بالناصرة، بالإضافة لمحاضرات متفرقة في بيت لحم ورام الله وتل أبيب، وكانت فرصًا جيدة لتغيير الجو وتعديل المزاج.
ماذا تعلمت؟ سأبالغ قليلًا لو قلت فقط الprocedures. تعلمت شوية اونكولوجي (طب الأورام) وشوية جينيرال (طب عام). الشيء الوحيد الذي يمكن اعتباره انجازًا أني صرت آخذ خزعة نخاع العظم بانتظام، أعطيت كيماوي في الظهر مؤخرًا، وهذه أمور لا يفعلها جونيور -ونادرًا سينير- في مستشفيات أخرى.

17 مايو 2017

عن الموقف من تطبيع زيارة فلسطين

لا تكاد تحظى قضية بالإجماع الفلسطيني والعربي تقريبًا مثل الموقف من رفض زيارة فلسطين ما دامت تحت الإحتلال، ولربما لا يخالفه سوى السلطة الرسمية في رام الله، لأنّها -في نظر الرافضين- تعدّ تطبيعا.. ولطالما اعتبر التطبيع بكافة أشكاله خيانة ولو من غير اختيار. فالفلسطيني الذي كان يضبط في دولة عربيّة بحوزته عملة إسرائيلة أو وثيقةً باللغة العبريّة كان يتعرض للتحقيق مع أنّ لا شيء -ويا للمفارقة- دون هذه الوثائق يثبت فلسطينيّته أو يمكّنه من البقاء في أرضه.

ولهذا لم يكن يجرؤ أحد على كسر هذا التابوه المقدّس حتى سنوات قلائل ماضية، فصار موضوعًا جدليًّا و(ترند) متكرّرًا كلّ حين، لأنّ أصواتًا أخرى بحسن نيّة أو سوئها بدأت تظهر، وكسر الحاجز بعدة زيارات، ربما بدأت مع زيارة الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي السعودي إياد مدني ثم المفتي المصري علي جمعة والداعية اليمني علي الجفري، ثم كانت مفاجأة أخرى لما قرر برنامج أراب أيدول جعل رام الله محطّة من محطات تصوير البرنامج. وتوالت الزيارات.
من وجهة نظر المعترضين إسرائيل تمنع ملايين الفلسطينيين والعرب من زيارة فلسطين (أيضا تمنع أهالي غزة والضفة من زيارة القدس) وهي لا تسمح بمثل تلك الزيارات إلا لأغراض إعلامية ودعائية لتسويق صورتها كبلد ديمقراطي ومنفتح. ثمّ تسمح للعربي بما لا تسمح به للفسطيني المقيم من حريّة حركة وتجاوز نقاط التفتيش المهينة. والحجة الكبرى أنّ الزيارة تستلزم تأشيرة وإذنًا إسرائيليًّا وهذا يعني إسباغ الشرعية على إسرائيل.
أمّا ما تجرأ وزارها فبررها بأنّ زيارة المسجون ليست اعترافًا بالسجان، وفي مواجهة حملات التخوين شديدة الوطأة التي تعرّضوا لها بالغوا في تبرير زياراتهم واعطائها حجمًا وأهميّة ليست ممكنة إلا في كتب الخيال وأنزلوا أنفسهم مكانة الفاتحين، فالمصري هشام الجخ زعم أنّ اسرائيل أخلت له الحرم لمدة ساعتين من المستوطنين، والبحريني مذيع mbc خالد الشاعر زعم أنّه دخل القدس تهريبًا، ومن يعيش في فلسطين قد يعتقد أنّهم يمزحون. لكنّك تعيد سماع أقوالهم مرتين لتدرك أنّهم عاشوا الدور فعلأ.
--
بغض النظر عن هذا، شخصيًا أعتبر الرفض المطلق للزيارة واعتبارها تطبيعًا "حنبلية" وظاهرية زائدة في الأخد بالمبدأ دون روحه.
الموقف من الأعمال يحدد بطبيعتها ومجرياتها والقصد من ورائها، فزيارة من يحمل صفة سياسية رسمية أو شبه سياسيّة برعاية إسرائيلية كسيّاح صهاينة للحرم القدسي -كما فعل علي جمعة والجفري- هو بالطبع أمر مرفوض جملةً وتفصيلًا.
لكن ماذا على الأفراد الذين يودون زيارة فلسطين وتوفرت لهم للفرصة؟
برنامج أراب أيدول وزيارات المثقفّين العرب في الأونة الأخيرة صاحبتهم إثارة للجدل واصدار قوائم عار، لكني شخصيًّا لا أرى فيها ما يستدعي الغضب.
طالما لم يشب الزيارة تطبيع مقصود  وفعليّ (دعك من شكليات الختم والتأشيرة) فما المشكلة الحقيقيّة؟
هناك كثير من المطبعين مع إسرائيل وفكرة وجودها، ولم يسبق لهم زيارتها. أمّا من يشغله المبدأ وروحه فلا أظن أن ختمًا سيقدح في موقفه أو شرفه.

6 مارس 2017

الخطاب الوعظي مشوّهًا الفطرة


من أكثر الأمور غرابة ولا منطقيّة في كلام المتدينين المتحمّسين والوعّاظ الجدد اظهار استغرابهم الشديد واستنكارهم الفظيع لطرق تمتّع الكفّار بحياتهم. فما أكثر ما ترى المتديّنة تقول: "اوه يا ربي، كيف ترضى المتبرجة أن تعرض نفسها وجمالها وفتنتها لغير محارمها؟"، أو ترى الواعظ يتحدث عن الحرية الجنسيّة، مثلًا، عند الغرب فيظهر التقزز والنفور ويتساءل: "كيف يهنأ الشباب لما يشبعون شهواتهم من غير عقد الزواج "المقدس"؟ أو مع أفراد متعدّدين. يلازم هذا الخطاب تصوير أنّ من يؤمنون أو يلتزمون يجدون الإستقرار الروحي والراحة النفسية التي ليس لها مثيل.

هذا خطاب فاسد، وكلامهم أبعد عن الفطرة السوية من تصرفات الكفّار. لا أدري كيف لا ينتبهون أن خطابهم يعني أنّهم لا يدركون معنى الشريعة نفسها وسبب وجودها الأساس، يعني ببساطة لو كان هوى النفس يتماشى مع الأوامر الإلهيّة لما وجدت فكرة جهاد النفس ومخالفة الهوى. كيف يعقل أنّ تكون جنة عرضها السماوات والأرض جزاءً على أعمال يجد فيها المرء راحته وهوى نفسه؟

الشريعة تهذّب الهوى حينًا وتدعو لمخالفته أحيانًا أكثر. خطاب هؤلاء المتحمّسين يشبه أن نقول أن الطعام نهار رمضان لا يكون لذيذًا مثلًا. لا، الطعام لذيذ كل الوقت، والحال كذلك، المرأة مفطورة على حبّ التزيّن وإظهار فتنتها لغير محارمها، والشباب مفطورون على التلذّذ بإشباع شهواتهم دون "ورقة مكتوبة". لا يعكّر الهناء بهذه اللذات، وغيرها، سوى تأنيب الضمير لو كان المرء يتصرف على خلاف ما يؤمن.. وما دام الكفّار لا يؤمنون بما تؤمن به فهم في سعادة ورضاء تامّ في حيواتهم. لا داعي لإظهار الأسى على حياتهم، الأدعى للأسى هو هذا الخطاب الوعظي المخادع، لأنه يصوّر للناس أنّ في الإلتزام راحتهم الكبرى فلمّا يلتزمون إذا بالضيق يلازمهم ويكون سببًا لانتكاسهم أو يتركهم صرعى هذا التشويه النفسي.

14 يناير 2017

لماذا يفوز الأدب؟

قبل فترة شاهدت فيلمًا يكره بطله الكتب والقراءة، على العكس من زوجته التي تلحّ عليه لكي يقرأ رواية كانت قد اقترحتها عليه، ونزولًا عند طلبها يشرع في قرائتها ليجد شبهًا يصل حدّ التطابق بين سيرة بطل الرواية وحياته؛ فيكملها بحماس وهوس شديدين.

ذكّرني هذا بجملة لا أذكر أين قرأتها، قيل أنّ أحد علماء اللغة (لعلّه ابن جنّي) سُئل عن سرّ إقبال الناس على شعر المتنبّي فأجاب: لأنّه ينطق عن خواطر الناس.
احدى صديقاتي بتويتر كتبت مرة: ‏"الناس مولعون بإيجاد أنفسهم بين السطور وعلى ألسنة الشخصيات وبين قوسي الإقتباسات ولو كان استبطانًا، لذلك يفوز الأدب دائمًا".

18 نوفمبر 2016

تحسين النسل

قبل الحرب العالمية الأولى ظهرت صرعة علميّة سميت علم تحسين النسل eugenics كانت ترمي إلى تحسين النسل البشري عن طريق تحسين خصائصه الوراثيّة، وكثير من العلماء تحمسوا لها بشكل جارف، فأجروا على نطاق واسع تجارب غير إنسانية على البشر في أوروبا وأمريكا واليابان، وتبناها هتلر لاحقًا فقرر إبادة المعاقين في محرقته.

هذه الأيام كثير من الدول تطلب فحصًا طبيًّا قبل الزواج للأمراض المنقولة وراثيّا كالثلاسيما وتمنع الزواج لو وجدت احتماليّة حمل الأبناء لها، والدول التي تسمح بالإجهاض تجري فحوصات للأجنة خلال الحمل وتسمح بإسقاطهم لو كانوا مصابين بتشوّهات كبيرة ولا علاج لها. وهذا يبدو لي بغض النظر عن الحكم الشرعي تجاهه مسوّغًا ومقبولًا.

لكن أحيانًا تجد من يضع كل تصوّره المناسب للحياة الإجتماعية بناءً على حقائق طبيّة مجتزأة ووجهة نظر مفرطة في الماديّة والسطحيّة وأحادية النظرة، مثل مواضيع العمر المناسب للزواج وبناءً عليه العمر الملائم للولادة وعددها، ومثل قضايا تعدد الشركاء الجنسيين أومثليّتهم.
هذه قضايا يمكنك باختلاف زواية نظرك أن تجد حقائق طبية تدعمها وحقائق أخرى تبين ضررها، ليس ثمّة شرّ مطلق ولا خير مطلق، لكن الناس بجتزئون الحقائق ليدعموا تصوراتهم بطريقة اعتباطية. مع أن الجانب الطبي من الموضوع بعد موازنته مع الجانب النفسي والمادي والمناسب اجتماعيًّا والمقرّر دينيًّا لا وزن له، إلا على مبدأ روّاد علم تحسين النسل.

10 نوفمبر 2016

العبقريّة طبيًّا

بالثقافة الدينية قد يأتي الإبتلاء على شكل نقمة وكذلك على شكل نعمة.
يمكن أن نقول أنّ المشاكل الطبيّة كذلك؛ ثمّة أمراض عديدة تأتي أعراضها متمثّلة في مواهب غير طبيعية مثل متلازمة ساڤانت، المصاب بهذه المتلازمة يعاني من ضعف شديد في الذكاء والقدرات العقليّة حتى إنه لا يستطيع العناية بنفسه، لكنّ من أعراضها الأخرى أنه يتميّز بذاكرة خارقة جدًا، مثل الشخصية المشهورة التي توفّيت قبل عدة سنوات والذي صوّرت حياته في الفيلم الأمريكي (رجل المطر)، فقد كان يحفظ عددًا هائلًا من الكتب في مختلف المجالات عن غيب مع أرقام صفحاتها.. وشبيه به حالة سبق وأن رأيتها على إحدى القنوات الدينية لشخص يحفظ القرآن غيبًا مع حفظ أماكن الكلمات والصفحات والأحزاب مع أنه يعاني من تخلف عقلي.

مثال مرضي مشهور أيضًا لكن مختلف بطريقة ألطف، وهو متلازمة أسبرغر، وهي تعتبر من عائلة أمراض التوحّد. المصاب بها يعاني من ضعف شديد في التواصل الإجتماعي، وعدم فهم المجاز والكناية مع القدرة على فهمها لو شرحت له، ومن ضمن أعراض هذه المتلازمة تأتي مواهب إما موسيقية أو فنية أخرى كالرسم، أو موهبة عقلية كأن يكون بارعًا في حل المسائل الحسابية. 
شخصية شيلدون كوبر في مسلسل ذا بيغ بانغ ثيوري تعتبر مثالًا تقليديًّا للمصابين بمتلازمة أسبرغر.

هذه الحالات قد تُفسّر في السياق الإجتماعي والشعبي على أنها معجزة أو في السياق الديني على أنّها كرامة، لكنّها طبيًّا ليست سوى عرضًا مرٓضيًّا.

6 نوفمبر 2016

لو لم أدري..

ما أكثر ما كانت تستفزّني عبارة بيجوفيتش المشهورة: "لو لم أدري لكان حزني أقل"، ما أكثر ما كنت أستغرب قلّة المنطق فيها؛ كان يبدو لي أنّه يُفترض به إن لم يدري فلن يحزن أبدًا، هكذا قياسًا على بديهة المنطق، ولربّما لو شئنا أن نفلسف الأمر قلنا لو لم يدري لكان حزنه أكثر لأنّ "ذو الجهالة في الشقاوة ينعم". ولأنّ "إذا ما كنت لا تدري فالمصيبة أعظم".

لكن لا، لبيجوفتش كلّ الحقّ. احساس الإنسان في كثير من الأحيان تجاه حقيقة معيّنة يكون قويًّا، وخبرته تجعله شديد الثقة بحدسه لكن ما دام لا يدري بها على الوجه التحقّق واليقين.. لو لم يختر المواجهة ويتحرّى عنها يظلّ بإمكانه تجاهلها والتكيّف مع حزنه الأقل حيالها.. حزنه الأقلّ من حزن التيقّن منها. يبقى بإمكانه مواساة نفسه بـ"ربّما"، وربّما هذه تدفعه لالتماس سبعين عذر تكن درعه الحامي من نهش الحقيقة التي ستأكل قلبه ثم تمجّه.
صحيح أنّ ثقته غير المكتملة ستزعج كثيرًا لكنّ الدراية الكاملة عيانًا بيانًا مع العجز عن إصلاحها نقطة عدم رجوع، موجعة مثل جرح مفتوح للهواء لا تستطيع معه صبرًا ولا تغييرًا.
اللون الرمادي أحيانًا خير الألوان، ولا تنقّبوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم.

12 يوليو 2014

كيف غُيّرت نظرة العرب تجاه فلسطين


[البحث عن شمّاعة]
من وقت كانت فيه قضية فلسطين قبلة العرب ومركز اهتمامهم.. لوقت أصبح فيه غاية المنى شرح قضية فلسطين للعرب ومحاولة إقناعهم بعدالة قضيّة فلسطين، ما الذي حدث باختصار؟

نعود لأصل الحكاية، بعد النكبة كان الأصوات تنادي بفتح باب التطوّع وتدخل الجيوش لتحرير فلسطين، فتدخلت الجيوش لكن بالإنقلابات لتحكم دولها بالحديد والنار متعذرة بإصلاح الداخل قبل تحرير فلسطين.

بعد حوالي 15 عامًا كان لا بدّ من البحث عن حجّة جديدة، وإيجاد مهرب من ضغط الشعوب؛ فاخترعت الأنظمة العربيّة منظمة التحرير الفلسطينية؛ لتحميلها عبء القضية وازاحتها عن كاهل الأنظمة. وأصبح الخطاب الرسمي للدول العربية يقول لشعوبه إنّ للفلسطينيين منظمة تحرير تتولى مهمة تحرير فلسطين.

[ما للمنظّمة وما عليها]
في الحقيقة تجربة المنظمة رغم النوايا السيئة التي اكتنفت تشكيلها، كانت تجربة واعدة لولا أن استولت عليها حركة فتح بعد النكسة، فبعد أن استلمها ياسر عرفات (والذي كان أشبه برئيس عصابة وليس حركة تحرّر) صبّ كل اهتمامه على فتح قنوات للتفاوض مع اسرائيل وإقامة شبه دولة على أيّ قطعة أرض محررة أو شبه محررة.

كانت المنظمة في البداية هيئة سياسية لا أكثر، رأسها الفلسطيني أحمد الشقيري (ليس الداعية السعودي طبعًا)، وبعد النكسة استقال الشقيري واستلمها ياسر عرفات ليحكمها من ذلك الحين وحتّى وفاته بشكل فردي.

المهم أنّها من حيث التأسيس لم تكن فلسطينية، ولاحقًا لم يكن أعضاؤها فلسطينيين بشكل حصري (في غمرة المدّ القومي وفوران المشاعر الوطنيّة كان العرب يتقاطرون للمشاركة فيما سمي الثورة الفلسطينيّة). لكن جرى بقصد وسوء نيّة اختزال القضية الفلسطينية فيها، واختزال التمثيل الفلسطيني بكيانها.

في البداية كانت المنظمة تتواجد في الأردن لكنّ النظام الأردني لم يتعاون معها وهي بدورها فرضت نفسها بالقوّة وأساءت استخدام السلاح وأصبحت تتدخل في شؤون الأردن فوقعت مذابح أيلول سنة 70 وطردت إلى لبنان. في لبنان حاولت أن تستفيد من أخطاءها لكن ليس بدرجة كافية، فجرّها اليمين الللبناني الفاشي للمشاركة في الحرب الأهلية وبعد احتلال إسرائيل للبنان سنة 82 نفيت إلى تونس.

الوجود الفلسطيني في الأردن كان حياديا ولم يتأثر بطرد المنظمة، وكذلك الحال في لبنان. لكنّ الأنظمة العربية واليمين العربي كانوا يستغلون أخطاء المنظمة ليحمّلوا وزر انحرافها لعموم الفلسطينيين من أجل تكريس عدائيّة تجاه الفلسطيني وتاليا من أجل التنصّل من الواجب تجاه فلسطين.

بعد فشل المنظمة الذريع في الأردن ولبنان، قامت الإنتفاضة الأولى تعبيرًا عن الضيق بهذا الحلّ. فقامت المنظمة والأنظمة العربية بالتعامل مع فلسطين كمجرد حالة إنسانية يتلخّص الواجب تجاهها بالعطف والإحسان والتصدّق. [العجيب إنّ حتى هذا الإحسان كان مجرد ضحك على اللحى! لأن التبرعات كانت أغلبها من الفلسطينيين الذين كانوا يعملون بالخليج حيث كان يقتطع من رواتبهم وتحوّل تلقائيا لمنظمة ياسر عرفات]. خلال ذلك بدأ استخدام الدول الرسمي للحركات الإسلامية التي كانت تكتفي بالدعاء وتحثّ الشعوب على قيام الليل لنصرة فلسطين.

سنة 90 اختار ياسر عرفات الوقوف بجانب صدام حسين في غزوه للكويت.. فقام النظام الكويتي بعد تحرير الكويت بشكل انتقامي بطرد مئات آلاف الفلسطينيين من الكويت الذين كان لهم دور بارز في نهضة الكويت (مع أنّ أغلبية الفلسطيين وباقي المنظّمات الفلسطينية كانوا معارضين للغزو!).

النظام الرسمي لتبرير خطوته المتعسفة كان يروّح بأنّ الفلسطيين كانوا "بعثيّين" وبأن دورهم كان مشبوها أثناء الحرب (الفلسطنيين كانوا من الأطباء والمهندسين والمتعلمين ورجال الأعمال.. واتهموا بتهم سخيفة كالسرقة أو أنهم ساعدوا الجيش العراقي).

[تكامل الأدوار]
الفلسطينيّون في الداخل كانوا يشعرون على الدوام بمرارة الخذلان العربي، عرفات كان يسوّق تخلّي الأمة العربيّة عن فلسطين للفلسطيين ليتحجج بأنّه لا مفرّ أمامه سوى التفاوض مع إسرائيل، والأنظمة كانت تتحجج لشعوبها بتفاوض عرفات بأن الفلسطينيين قد سلّموا للأمر الواقع وباعوا قضيّتهم (تكامل بليغ في الأدوار).

بعد الإنتفاضة الثانية كان دور الجهاديين قد انتهى وأصبحت الدول العربية تستخدم الليبراليين الذين يتماهون بشكل تامّ مع الدعاية الصهونيّة.. يتضح هذا بجلاء في السعودية ومصر، قبل أيّام وأنا أتابع تغطية الإعلامين المصري والسعودي أقول إنّ الشعوب تتبنّى اراءها على الحقائق المتوفّرة لها.. هل يمكن أن نحسن الظنّ بالشعوب العربية لنقول الذنب ليس ذنبهم لانه فقط يساء توصيل الحقائق لهم.. ولذلك يتبنّى البعض منهم مواقف صهيونيّة؟!

الأكيد أننا أحوج ما نكون لإعادة كتابة تاريخنا لنبدأ إصلاح هذا الخلل.
والأكيد أن ما نراه اليوم ليس وليد الأحداث الراهنة ولا حتى السنوات القليلة ماضية.

6 يناير 2013

المرض الوحيد الذي استطاع الإنسانُ القضاءَ عليه

[حالة نجاح]
فيروس الفايرولا
في أواخر عام 1979 أعلنت منظمة الصحّة العالميّة القضاء نهائيًّا على مرض الجدري smallpox ليكون المرض الأوّل، والوحيد حتّى اليوم، الذي تستطيع البشريّة الإنتصار عليه.

يعود تاريخ المرض إلى نحو 10 آلاف عام قبل الميلاد، وقد تسبّب بوفاة 300-500 مليون شخص خلال القرن العشرين، وقبل 10 سنوات فقط من القضاء عليه كان عدد المصابين به حوالي 15 مليونًا، تسبّب بوفاة 2 مليون منهم.
ينشأ المرض بسبب عدوى فايروس يُدعي فاريولا ينتقل عبر الجهاز التنفّسي (وهو بالمناسبة يختلف عن "جدري الماء" chickenpox الذي يصيب الصغار عادةً ويُدعى اختصارًا الجدري، لكنّهما من نفس العائلة وتتشابه أعراضهما).
وقد أوصت منظمة الصحّة العالميّة بتدمير عيّنات هذا الفايروس من المعامل والمختبرات بعد القضاء على المرض، إلّا أنّ أمريكا وروسيا ما زالتا تحتفظان بعيّنتين من الفايروس في مدينتيّ كوتسفو الروسيّة وأتلانتا بولاية فرجينيا الأمريكيّة تحت حراسة مشدّدة، بحجّة أنّه قد يفيد في الأبحاث العلميّة والدراسات البيولوجيّة مستقبلًا (وربّما للإرهاب البيولوجي والتصدّي له).
ومنذ 1986 توقّفت المنظمة عن تزويد اللقاحات المضادّة للفايروس لانتفاء الحاجة إليها في جميع أنحاء العالم.

[كيف استطعنا الانتصار على فايروس الفاريولا المسبّب للجدري؟!]
رغم أنّ المرض/ الفايروس سهل العدوى، إلا أنّه يتميّز بصفتين مهمّتين يسّرتا القضاء عليه:
 - الميزة الأولى أنه لا يصيب سوى الإنسان، على العكس من معظم الأمراض؛ فعلى سبيل المثال يصيب الفايروس المسبّب لمرض جدري الماء الشامبانزي والغوريلا فضلًا عن البشر.
وبما انّ الفايروس لا يعيش طويلًا خارج الجسم فإنّ علاج جميع الحالات المصابة بهذا الفايروس (أو وفاتها على أسوء تقدير) سيعني نظريًّا القضاء على الفايروس، بعكس الأمراض الأخرى إذ يمكن أن تنتقل مرّةً أخرى إلى الانسان عن طريق الحيوانات التي يتعذّر علاجها جميعًا أو حتى القضاء عليها.
 - الميزة الثانية أنّه ورغم أنّه يوجد شكلين من الفايروس variola major & manor فإنّ الفايروس لا يتعرّض لطفرات جينيّة تغيّر من شكله الذي يحتفظ جهازنا المناعيّ بصورته، على العكس مثلًا من مرض الإنفونزا الذي يمرّ موسميًّا بطفرات تغيّر من شكل المولّدات المضادّة antigens الموجودة على سطحه ما يجعله أشبه بفايروس جديد لا يتعرّف عليه جهازنا المناعي ولا تجدي اللقاحات في التصدّي له.

31 ديسمبر 2012

خلايا (هنريتا لاكس) الخالدة

[المرأة الأهمّ في تاريخ الطبّ]
بعد معاناة هنريتا لاكس (المرأة الأمريكيّة من أصول أفريقيّة والمولودة سنة 1920) من مشاكل صحّية في رحمها مطلع عام 1951، زارت مستشفى جون هوبكنز الذي قام بارسال عيّنة من ورم اكتُشف في رحمها إلى معمل الدكتور جورج أوتو.
حيث لاحظت الدكتور أوتو في مختبره أنّ خلايا هنريتا لاكس قد نمت وانقسمت في المختبر، وذلك على غير ما هو معروف عن الخلايا البشريّة.
تبيّن أنّ هنريتا مصابة بسرطان عنق الرحم، وتوفّيت بعد ذلك بعدّة أشهر.. لكنّ خلاياها بقيت حيّةً لتنقذ حياة الكثير من البشر، ولتُسهم -دون علمها وقصدها- بتقديم أجلّ الخدمات للبحوث العلميّة (على الأرض وحتّى في السماء!)، ولدراسة اللقاحات؛ ما جعلها بلا منازع أهمَّ امرأة في تاريخ الطبّ.


[خلايا هيلا Hela Cells]
صورة لخلايا هيلا في طور الإنقسام
أطلق على هذه الخلايا المزروعة اسم خلايا هيلا، مشتقةً من أوائل حروف اسمها Henrietta Lacks، وقد قام الدكتور جورج أوتو بالتبرع بها للكثير من المعامل وعرضها على العلماء متيحًا لهم الاستفادة منها ودراستها، يُقدّر كميّة ما استنسخ إلى 50 مليون طنًّا من خلايا هيلا استُخدمت في الأبحاث العلمية ودراسة اللقاحات:
1) انتشر سنة 1952 وباء شلل الأطفال، وقد استخدم خلايا هيلا في دراسة لقاح ضدّ المرض أسهم في حماية ملايين الأرواح.
2) استفيد من خلايا هيلا في التوصل وفهم الاستنساخ، وتلقيح البويضة خارج الرحم.
3) عن طريق خلايا هيلا توصّل العلماء إلى أنّ عدد كروموسومات الإنسان 23 زوجًا.
4) عن طريق خلايا هيلا اكتشف دور انزيم التوليريميز في معالجة السرطان، وهو ما قدّم أساسًا لأدوية معالجة السرطان الحاليّة.
5) أرسلت خلاياها إلى الفضاء لدراسة أثر أنعدام الجاذبيّة على الخلايا البشريّة.

12 ديسمبر 2012

نظريّة المؤامرة حول الأدباء


ظهر مصطلح نظريّة المؤامرة (Conspiracy Theory) في بدايات القرن العشرين، وهو محاولة لشرح السبب النهائى لحدث أو سلسلة من الأحداث (السياسية والاجتماعية أو أحداث تاريخية) على أنها أسرار، كثير من منظّمي نظريّات المؤامرة يدّعون أنَّ الأحداث الكبرى في التاريخ قد هيمن عليها المتآمرون وأداروا الأحداث من وراء الكواليس.
دائمًا يُتطرّق إلى نظريّة المؤامرة في السياسة، لكن القليل يعرف أنّ هذه اللوثة موجودة في عالم الأدب والأدباء كذلك.
متعدّدة هي نظريّات المؤامرة التي تدور، أو توجّه للأدباء وكتاباتهم.. من بينها الإتهامات الجديدة للكاتبة جي كي رولينج حيث اتهمتها  مؤخّرًا كاتبة نرويجيّة بأنّها ليست هي كاتبة سلسلة روايات هاري بوتر وإنّما مجموعة كتّاب مستأجرين. إلى اتهامات قديمة للشاعرة فدوى طوقان بأنّها تنتحل شعر أخيها ابراهيم، وغيرهنّ من الأديبات والأدباء، أتعرّض في تدوينتي هذه إلى نموذجٍ عربيّ وآخر غربيّ.


[شكسبير]
الأديب العالمي الأشهر شكبير، واحد من أهمّ الذين دارت حولهم شبهات مؤامراتيّة، فعربيّا زعم عديدون (أوّلهم الصحفي اللبناني أحمد فارس الشدياق المولود سنة 1804، وآخر القذّافي المتوفّى هذا العام) بأنّ شكسبير ما هو إلّا أديب عربيّ مولود في سوريّة واسمه الشيخ زبير رحل في وقت لاحق من حياته لانجلترا ليكتب فيها أعظم مسرحيّات عالميّة.



أمّا غربيًّا، فتعرّض شكسبير لنوع آخر من الإتهام، إذا كان يتمّ التشكيك بأن يكون شكسبير نفسه هو كاتب رواياته، عادت بقوّة إلى الواجهة هذه الإتهامات نهاية العام الماضي بعد عرض فيلم "المجهول Anonymous  للمخرج الألماني رولاند ميرتش، يتّهم شكسبير بشكل مباشر بأنّه لم يكن يعرف القراءة والكتابة، وأنّ كلَّ أعماله كانت من تأليف أديب وكاتب هو «إدوارد دي فيري» الذي كان معروفًا باسم «أيرل أوكسفورد» والذي كان ينتمي لطبقة النبلاء وأنّه لم يستطع أن يضع اسمه على هذه المؤلفات بسبب انتماءاته الطبقية والتي ترفض أن يقترن اسم أحد أبنائها أو المنتمين إليها بهذه الصورة التي كانت مرفوضة بالنسبة لهذه الطبقة ومن هنا خرجت هذه الأعمال مقترنة باسم ويليام شكسبير الذي كان مساعدًا لأوكسفورد.
جرى تصوير الفيلم في ألمانيا، وعرض في عدّة بلدان غربيّة وعربيّة (من بنيها مصر وقطر) نهاية تشرين الأول 2011، وأثار سخطًا في بريطانيا.


[أحلام مستغانمي]
أمّا الأديبة الجزائريّة فقد تعرّضت روايتها (ذاكرة الجسد) لاتهامات عديدة، من أشهرها اتهام صحفيّ تونسي بأنّ الكاتب الحقيقي للرواية هو الشاعر العراقي سعدي يوسف، أو بالأحرى كان "يعيد كتابتها" حيث كانت تربطه بالأديبة علاقة صداقة، ردّ عليه الشاعر بأنّ قراءته للرواية لم تتجاوز التعليق على إملائها ونحوها.

أحد أهمّ الانتقادات للرواية ظهرت في كتاب (قصّة روايتين) للناقد المصري رجاء نقّاش، حيث عقد في كتابه مقارنة بين رواية أحلام المذكورة، ورواية السوري حيدر حيدر (وليمة لأعشاب البحر)، خلص من دراسته إلى أنّ رواية أحلام مسروقة نظرًا للتشابه الكبير بين الروايتين في أحداثهما وشخوصهما وعموم القصّة.