9 مارس 2019

Short notes on my first year residency

من أيام أتممت سنة بالتخصص، سنة بالمطلع، بما يفترض أنّه تخصص باطني. كانت البداية فريدة من نوعها مع الدكتورة هبة، ريزدنت تكبرني بسنة أو اثنتين، أنُيط بها تعريفي بالسستم، علمتني كم شغلة في أول يومين، ثم صار ردها الثابت لكل سؤال واستفسار: "محدا بيتعلم غير من كيسو" مع لوية بوز. حقًّا لا أدري حتى اليوم ما نوع المعاملة التي تلقّتها في بداية مشوارها المهني، أو في طفولتها، حتى تصبح بهذه النفسية، وبودّي لو أعرف.
لم يوجّهني أحد، لم يعلمني شيئًا أحد، اللهم توجيهات ومعلومات تعد على أصابع اليد الواحدة. أنت وحدك وليس لك إلا كيسك الفارغ. مرة سألت أحدهم عن معنى اختصار فأجابني بتهرب "بشرحلك بعدين"، لأجد -بنفسي- فيما بعد أنه يمكن شرحه بثلاث ثواني. أمّا بخصوص الأخصائيين، فهم يحبون الجونيورز؛ يلاقون فيهم فرصة لاستعراض عضلاتهم المنفوخة والمحدودة، بعض من الوساخة وكثير من العُقد المتراكمة في نفسيّاتهم. فوق هذا لا يوجد تخصص باطني. لكن -للغرابة- كانت بدايتي لا بأس بها، لم أكتئب كما حُذّرت كثيرًا. تأخر الإكتئاب لوقت اضطرت للتعامل فيه مع د. خنازرة (ليس خطأً مطبعيًّا)، النفسية المحمضة والوساخة والخنزرة يجتمع منها فيه ما تفرّق في غيره.
نلت حظّا من تغيير الجو في بعض المحاضرات والمؤتمرات، نمت ليلتين في الانتركونتنتال في أريحا، ومثلهما بالناصرة، بالإضافة لمحاضرات متفرقة في بيت لحم ورام الله وتل أبيب، وكانت فرصًا جيدة لتغيير الجو وتعديل المزاج.
ماذا تعلمت؟ سأبالغ قليلًا لو قلت فقط الprocedures. تعلمت شوية اونكولوجي (طب الأورام) وشوية جينيرال (طب عام). الشيء الوحيد الذي يمكن اعتباره انجازًا أني صرت آخذ خزعة نخاع العظم بانتظام، أعطيت كيماوي في الظهر مؤخرًا، وهذه أمور لا يفعلها جونيور -ونادرًا سينير- في مستشفيات أخرى.

0 بصمات:

إرسال تعليق

اترك بصمة.. و اعلم أن هناك من يقتفي الأثر