18 نوفمبر 2016

تحسين النسل

قبل الحرب العالمية الأولى ظهرت صرعة علميّة سميت علم تحسين النسل eugenics كانت ترمي إلى تحسين النسل البشري عن طريق تحسين خصائصه الوراثيّة، وكثير من العلماء تحمسوا لها بشكل جارف، فأجروا على نطاق واسع تجارب غير إنسانية على البشر في أوروبا وأمريكا واليابان، وتبناها هتلر لاحقًا فقرر إبادة المعاقين في محرقته.

هذه الأيام كثير من الدول تطلب فحصًا طبيًّا قبل الزواج للأمراض المنقولة وراثيّا كالثلاسيما وتمنع الزواج لو وجدت احتماليّة حمل الأبناء لها، والدول التي تسمح بالإجهاض تجري فحوصات للأجنة خلال الحمل وتسمح بإسقاطهم لو كانوا مصابين بتشوّهات كبيرة ولا علاج لها. وهذا يبدو لي بغض النظر عن الحكم الشرعي تجاهه مسوّغًا ومقبولًا.

لكن أحيانًا تجد من يضع كل تصوّره المناسب للحياة الإجتماعية بناءً على حقائق طبيّة مجتزأة ووجهة نظر مفرطة في الماديّة والسطحيّة وأحادية النظرة، مثل مواضيع العمر المناسب للزواج وبناءً عليه العمر الملائم للولادة وعددها، ومثل قضايا تعدد الشركاء الجنسيين أومثليّتهم.
هذه قضايا يمكنك باختلاف زواية نظرك أن تجد حقائق طبية تدعمها وحقائق أخرى تبين ضررها، ليس ثمّة شرّ مطلق ولا خير مطلق، لكن الناس بجتزئون الحقائق ليدعموا تصوراتهم بطريقة اعتباطية. مع أن الجانب الطبي من الموضوع بعد موازنته مع الجانب النفسي والمادي والمناسب اجتماعيًّا والمقرّر دينيًّا لا وزن له، إلا على مبدأ روّاد علم تحسين النسل.

0 بصمات:

إرسال تعليق

اترك بصمة.. و اعلم أن هناك من يقتفي الأثر