العين.. في الشعر العربي

[ممّا جادت به قرائــحُ أعلام البيان 5]

كلانا مظهرٌ للنّاسِ بُغضًا .. وكلٌّ عند صاحبه مكين
وكيف يفوت هذا الناس شيءٌ .. وما في القلب تظهرُه العيون
تبلغنا العيونُ بما أردنا .. وفي القلبين ثَمَّ هوى دفينُ

عيونُ المُها بين الرّصافة والجسر .. جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري

وتعظم في عين الصغير صغارُها .. وتصغر في عين العظيم العظائمُ

كلُّ الحوادث مبداها من النظر .. ومُعظمُ النّارِ من مستصغر الشرر
كم نظرةٍ فتكت في قلبِ صاحبها .. فتكَ السهام بلا قوسٍ ولا وتـر
والمرء ما دام ذا عين يقلّبُها في .. أعين الغيد موقوف على الخطر
يسرّ مقلته ما ضرَّ مهجته .. لا مرحبًا بسرور عاد بالضرر

وعين الرّضا عن كُلّ عيبٍ كليلةٌ .. ولكنَّ عينَ السخط تُبدي المساويا

أقلّبُ طرفي في السماءِ لعلّه .. يوافقُ طرفي طرفَها حين تنظرُ

يا ناعسَ الطرفِ لا ذُقت الهوى أبدًا .. أسَهِرْتَ مُضناك في حفظ الهوى فنَمِ

هامت بك العين لم تتبع سواك هوىً .. من علّم العينَ أنّ القلبَ يهواك ؟!!

وعينُك إن أبدت إليك معايبًا .. فصُنها، وقل يا عينُ للنّاس أعينُ

بلّغ أخاً في حنايا القلبِ منزلُه ... أنّي وإن كنت لا ألقاه ألقاه
وإنَّ طرفي لموصولٌ برؤيته ... وان تباعد عن سكناي سكناه

وتطلبُهم عيني وهم في سوادها .. ويشتاقُهم قلبي وهم بين أضلعي

ولو أنّي خبأتكَ في جفوني .. إلى يوم القيامة ما كفاني

ومن لا يُغمّض عينَه عن صديقه .. وعن بعض ما فيه، يمت وهو عاتبْ

ما بين غمضةِ عينٍ وانتباهتِها .. يُغيّرُ اللهُ من حالٍ إلى حالِ

إذا جئتَ فامنح طرفَ عينيك غيرنا .. لكي يحسبوا أنَّ الهوى حيثُ تنظرُ

لعينيكِ ما يلقى الفؤادُ وما لقي .. وللحُبِّ ما لم يبقَ منّي وما بقي

ما يرجعُ الطرفُ عنه حينَ يُبصرهُ .. حتى يعودَ إليهِ الطّرفُ مُشتـاقا

نصبت عيناي له شركاً .. في النومِ فعزّ تصيّدُه
باللهِ هبِ المُشتاقَ كرىً .. فلعلَّ خيالَك يُسعدُه

أشارت بطرفِ العين خيفةَ أهلها .. إشارةَ مذعور ولم تتكلّم
فأيقنتُ أنَّ الطرفَ قد قال مرحبًا .. وأهلاً وسهلاً بالحبيبِ المُسلِّمِ

وإذا التقينا والعيونُ روامقٌ .. صمت اللسانُ وطرفُها يتكلّم

تشكو فأفهم ما تقول بطرفها .. ويردُّ طرفي مثل ذاك فتفهم

إن العيونَ التي في طرفها حَورٌ .. قتلننا ثم لم يحيينَ قتلانا

يَصرعْنَ ذا اللبِ حتى لا حراكَ به .. وهنَّ أضعفُ خلقِ اللهِ إنسانا