16 مايو 2011

لم تأتِ.. قلت: ولن!

لم تأتِ. قُلْتُ: ولنْ...إذاً
سأعيد ترتيب المساء بما يليق بخيبتي
وغيابها:
أطفـأتُ نار شموعها،
أشعلتُ نور الكهرباء ،
شربتُ كأس نبيذها وكسرتُهُ،
أَبدلتُ موسيقى الكمنجات السريعةِ
بالأغاني الفارسيّة.
قلت: لن تأتي. سأنضو رَبْطَةَ
العنق الأنيقة (هكذا أرتاح أكثر)
أرتدي بيجامة زرقاء. أمشي حافياً
لو شئتُ. أجلس بارتخاءِ القُرْفُصاء
على أريكتها، فأنساها
وأنسى كل أشياء الغياب/
أعَدْتُ ما أعددتُ من أدوات حفلتنا
إلى أدراجها. وفتحتُ كُلّ نوافذي وستائري.
لا سرّ في جسدي أمام الليل إلاّ
ما انتظرتُ وما خسرتُ...
سخرتُ من هَوَسي بتنظيف الهواء لأجلها
(عطرته برذاذ ماء الورد والليمون)
لن تأتي... سأنقل نَبْتَةَ الأوركيدِ
من جهة اليمين إلى اليسار لكي أعاقبها
على نسيانها...
غَطّيتُ مرآة الجدار بمعطفٍ كي لا أَرى
إشعاع صورتها... فأندم/
قلتُ: أنسى ما اقتَبَسْتُ لها
من الغَزَل القديم، لأنها لا تستحقُّ
قصيدةً حتى ولو مسروقةً...
ونسيتُها، وأكلتُ وجبتي السّريعةَ واقفاً
وقرأتُ فصلاً من كتابٍ مدرسيّ
عن كواكبنا البعيدةْ
وكتبت، كي أنسى إساءتها، قصيدة
هذي القصيدةْ!
(محمود درويش)

3 بصمات:

مجتبى يقول...

حسنا هأنذا أكون إيجابيا فربما يرتقي لمرتبة(الخطأ) أن نمر بكل هذا الجمال ونقول " كم هو رائع ما هنا
لست أعني قصيدة درويش ، رغم أنها من مفضلاتي ، لكني أعني كل هذه المدونة اليانعة
حفظك الله يا أخي وأدام قلمك

مجتبى يقول...

عفوا فربما كان بديهيا أنني نسيت حرف النفي لا قبل "ونقول" ،
شكرا وعذرا للسهو

مُحمّــد أبوزر يقول...

حيّاك الباري :)
مسرور بمروك أخ مجتبى

إرسال تعليق

اترك بصمة.. و اعلم أن هناك من يقتفي الأثر