الإعجاز العلميّ في القرآن: وجهة نظر أخرى

طرح د.غازي التوبة مقالاً في الجزيرة نت قبل مدّة "الإعجاز العلمي في القرآن.. تصويب الاتجاه" تطرق فيه لموضوع بات مثيراً للجدل ~ وهو"الإعجاز العلمي في القرآن". والكاتب في مقاله وان عنونه بـ "تصويب الأتجاه" الا انه ينسف هذا الاتجاه من أساسه فيقول "اعتبروا هذا إعجازًا علميًّا غير الإعجاز البياني الذي جاء به القرآن الكريم، والذي هو الأصل المجمع عليه في الإعجاز ". لا يسهب الكاتب في الحديث عن هذا الاتجاه وإنّما يتطرق لأمثلة محددً بلغت سبعة أيات ينفي عنها "شبهة الإعجاز العلمي".

مع اعتقادي ان ما جاء في مقاله كان "معتسفاً" او أقلّه غير مقنع بالنسبة لي، إلا أنّ هذا التفصيل (اعني الأمثلة التي ردّ عليها) ليس بموضوعنا فضلا عن أني لست أهلا للتعليق عليه. أما ما أود التطرق اليه فهو الاعجاز العلمي كفكرة ومنهج في هذه التدوينة.

من المعروف انّ كل نبي  أيّده الله بمعجزة من جنس ما اشتهر به قومه فأيّد الله عيسى بمعجزة إحياء الموتى وشفاه الأكمه والأبرص لليهود الذين برعوا في الطب، وموسى أيده الله بالعصا التي تصبح أفعى لقومه الذين اشتهروا بالسحر، أما صالح فأُيّد بالناقة التي تخرج من الصخر لقومه الذين أتقنوا النحت .. وهكذا.

على هذا الأساس قيل أن معجزة سيدنا محمد هي القرآن، طبعاً باعجازه البلاغي والبياني وهذا مجمع عليه،فـقريش التي عُرفت بالبلاغة والبيان عندما نزل القرآن قال سادتهم انه ما بكلام بشر، ووصفه الوليد بن المغيرة بقوله :"إن أعلاه لمثمر، وإنّ أسفله لمغدق، وإنه ليعلو ولا يعلى عليه". لكن هل بعث سيدنا محمّد لقريش وحدهم ؟

- الإجابة قطعاً لا، فهو بعث للناس كافة في كل زمان ومكان. وعلى هذا الأساس -ولأننا في عصر الاكتشافات العلمية- لم لا نقرّ بأن القرآن يضم بجنباته اعجازاً علميا يناسب لغة أهل هذا العصر وبيانهم ؟! ..ليس من باب الاعتساف كما يقول الدكتور في مقاله آنف الذكر، وانما لأن هذه الأيات (كبعض التي أشار اليها الكاتب) تبدو واضجاً جليه في الإشارة لحقيقة كونية اوسنة بشرية، مع اننا نقرّ ان هذا ليس بالمقصود او الغاية من هذا الذكر كما الاعجاز البياني ليس غاية في ذاته، فالقرآن كتاب هدايه أولاً واخيراً.