23 سبتمبر 2010

مقتطفات من "صيد الخاطر"

[في طلب العلم]
ابن الجوزي يتحدّث في مواضع متفرّقة من الكتاب عن حبّه للعلم وطلبه إيّاه:
وإنّي رجلٌ حُبّب إليّ العلم من زمن الطفولة فتشاغلت به، ثمّ لم يُحبّب إليّ فنٌّ واحدٌ منه، بل فنونه كلّها (...) فياليتني قدرت على عمر نوح، فإنَّ العلم كثير، وكلّما حصل منه حاصل رفع ونفع (...) ولقد كنت في حلاوة طلبي للعلم ألقى من الشدائد ما هو أحلى من العسل لأجل ما أطلب وأرجو.

[علوّ الهمّة 1]
ينبغي للعامل أن ينتهي إلى غاية ما يمكنه، فلو كان يُتصوّر للآدمي صعود السماء، لرأيت من أقبح النقائص رضاه بالأرض (...) ولو أمكنك عبور كلِّ أحدٍ من العلماء والزهاد فافعل، فإنّهم كانوا رجالا وانت رجل، وما قعد من قعد إلا لدناءة الهمّة وخساستها، واعلم أنّك في ميدان سباق، والأوقات تنتهب، ولا تخلد إلى كسل، فما فات من فات إلاّ بالكسل، ولا نال من نال إلا بالجد والعزم

[رضا النّاس غاية لا تُدرك]
وإنّ أكثر العوام يعتقدون في العالم أنّه لا يبتسم، ولا يتناول من شهوات الدّنيا شيئًا، فإذا رأوا انبساطه في المباح هبط من أعينهم.

[الأولويّة في طلب العلم]
أمّا العالم فلا أقول له اشبع من العلم، ولا اقتصر على بعضه، بل أقول له قدّر الأهمّ على المهم (...) والمقصود أن ينتهي بالنّفس إلى كمالها في العلم والعمل، وقد علم قصر العمر وكثرة العلم، فليبتدئ بالقرآن وحفظه، وينظر في التفسير نظرًا متوسّطا لا يخفى علىه بذلك من شيء، وإن صحّ له قراءة القراءات السبع، وأشياء من كتب النحو وكتب اللغة، وابتدأ بأصول الحديث، ولينظر في التاريخ كنسب الرسول (صلى الله عليه وسلّم) وأقاربه وأزواجه وما جرى له، ثمّ ليقبل على الفقه.

[علوّ الهمّة 2]
ما ابتلي إنسان قطّ بأعظم من علوّ همّته (...) وكان أبو مسلم الخراساني في شبيبته لا يكاد ينام، فقيل له في ذلك، فقال: ذهن صاف وهمّ بعيد ونفسٌ تتوق إلى معالي الأمور (...) وإنّي نظرت إلى علوّ همّتي (ابن الجوزي يتحدّث عن نفسه) فرأيتها عجبًا، وذلك انّني أروم من العلم ما أتيقّن أنّي لا أصل إليه، لأنني أحبّ نيل كل العلوم على اختلاف فنونها، وهذا أمرٌ يعجز العمر عن بعضه.

[أصول التربية]
وأمّا تدبير الأولاد فحفظهم من مخالطة تُفسد مستقبلهم، ومتى كان الصبيّ ذا أنفة حييّاً رُجي خيره، وليُحمل على صحبة الأشراف والعلماء، وليُحذّر من مصاحبة الجهال والسفهاء؛ فإنّ الطبع لصّ، وليُحذّر الصبيّ من الكذب غاية التحذير، وليوصيه بزيادة برّ الوالدين، وليُحفظ من مخالطة النساء، فإن بلغ فليُزوّج بصبيّة لم تعرف غيره فينتفعان.

[متفرّقات]
- قال الحكماء: "المعصية بعد المعصة عقاب المعصية، والحسنة بعد الحسنة ثواب الحسنة"
- قال بعض السلف: "من ادّعى بُغض الدنيا فهو عندي كذّاب إلى أن يثبت صدقه، فإذا ثبت صدقه فهو مجنون".
- ومن الاغترار طول الأمل، وما من آفة أعظم منه، فإنّه لولا طول الأمل ما وقع تقصير أصلا.
- رأيت الاشتغال بالفقه وسماع الحديث لا يكاد يكفي في صلاح القلب، إلا أن يُمزج بالرقائق والنّظر في سِيَر السلف الصالحين.
- لا ينبغي أن يوثق بامرأة، ولا بمحبّة انسان. (!)
- قال بعض الفقهاء: بقيت سنين أشتهي الهريسة لا أقدر، لأنّ وقت بيعها وقت سماع الدرس
- قال يحيى بن معاذ: "بئس الأخُ أخٌ تحتاج أن تقول له: اذكرني في دعائك"

7 بصمات:

المقداد يقول...

هذا الكتاب موجود في مكتبة والدي

كلما رأيتها راحت نظرتي عليه , ولدي شوق كبير لأقرأه خاصة بعد ان علمت انك تقرأه أخي محمد :) .

سأقرأه في اقرب وقت بإذن الله

حرّة من البلاد..! يقول...

بارك الله فيك أخي
لقد قرأت لابن الجوزي ولكن ليس هذا الكتاب
فشكرا لاعطائك لنا بعض الملامح عنه .
مزيدا من العلم والتقدم أخي

رحمة غنايم يقول...

السلام عليكم ورحمة الله

الكتاب موجودٌ في مكتبة والدي
لكنني "لطشته" من مكتبه ووضعته في مكتبتي
لأقرأه..
وقد شوقتني لقرأته
..
بـآرك الله بكم على هذه المقتطفات
^,^

المجهول يقول...

شكرا لك عزيزي على هذه المعلومات المفيدة جدا .. فما أجمل عبق التاريخ

دعاء غنايم يقول...

السلام عليكم
بارك الله بكم على ما اخترتم لنا
جزاكم الله كل خير

شوّقتمونا لقراءة الكتاب
وسنقرأه عندما يحين دوره بإذن الله

حيّاكم الله

المشتاقة للنقاب يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الكتاب بين يدي

اتبعت به كثيراً

وكلما قرأت به اتعلق به أكثر

بارك الله فيك اخي

غير معرف يقول...

السلام عليكم..

بارك الله فيك أخي الكريم..

وشكرًا لكَ على هذه المقتطفات الرائعة..

لقد بدأت بقراءة هذا الكتاب منذ فترة قصيرة..

وفعلاً هو كتاب رائع كثيف المحتوى والفائدة..

فشكرًا جزيلاً لك..

إرسال تعليق

اترك بصمة.. و اعلم أن هناك من يقتفي الأثر