قصيدة للشاعر الفلسطيني / محمّد القيسي
ـــــــــترى من يخبر الأحباب أنّا ما نسيناهم ؟
وأنّا نحن في المنفى نعيش بزاد ذكراهم
وأنّا ما سلوناهم
ونحن بهذه الغربة
تعشّشُ في زوايانا عناكبُ هذه الغربة
تمدّ خيوطَها السوداءَ في آفاقنا الغبراء أحزانا
تهدهد جَفنَنا الأحلامُ تنقلنا على جنح من الذكرى
إلى عهدٍ مضى حيث السكون يثير نجوانا
وحيث الشوقُ أغنيةٌ نردّدها على ربوات قريتنا
وحيث الحبّ في بلدي كلام صامت الّنبرة
كلامٌ صادق الإحساس والنظرة
وحلم أخضر في القلب يروي سرَّ نشوتنا ,
تُرى من يخبر الأحبابَ أنّا ما نسيناهم ..!
وكيف يغيب من في القلب محفوظٌ له تذكار
فنصحو والفؤادُ يلملم الذكرى
يجفّف دمعةً حرّى
تُرى من يعرف الأحباب؟ من يدري نواياهم؟
وهل بثّوا بقلب الليل للغُـيّـاب نجواهم؟
وهل عرّجوا - تُرى - يوماً على عشّ الهوى المهجور؟
وهل ذرفوا دموعَ الصمت , هل أدمتهم الذكرى؟
وهل خفقت جوانحُهم وقالوا مثلنا شعرا ؟
فإنّ البعد أدمانا , أحال حياتنا تنّورا
يعذّبنا خفوقُ القلب , تملك روحَنا الرعشة
وفي أحداقنا تنمو جذورُ الحزن والآلام والوحشة
يمرّ الليل عن جفني ويسألني
"حزينٌ ساهرٌ تشكو من الأيامِ والمحنِ
متى تشفى من الشجن ؟"
أحبائي.. سؤالُ الليل يؤلمني
ويحزنني
لأنّي كلّ ما أدريه أنّي بتّ منفيّا
وأنّي لم أزل حيّا
تعذّبني وتقلقني
طيوف الأمس والذكرى تعذّبني /
غداً يمضي بنا التّيار يجمعنا بمن نهوى
ويدري الناسُ والأحباب أنّا ما سلوناهم
وأنّا لم نزل في مركبِ الأشواق نُبحِرُ صوبَ دنياهم
ويدفعنا عظيمُ الوجدِ يسبقُنا للقياهم
تُرى من يخبر الأحبابَ أنا ما نسيناهم ؟
وأنّا لم نزل في مركب الأشواق نُبحِرُ صوبَ دنياهم
ويدفعنا عظيمُ الوجدِ يسبقُنا للقياهم
ترى من يخبر الأحباب أنّا ما نسيناهم ؟
3 بصمات:
رائعة جدا جدا،،
اختيار موفق، حتماً
دامت ذائقتكم /
لن يخبرهم أحد سوى من عشقهم .. سلمت الأنامل عزيزي
السلام عليكم
سيخبرهم ذاك القلب الذي لطالما هواهم
سيخبرهم سواد الليل ،، ستخبرهم انفاس العشاق
انهم لا لم ينسوهم
جميلة جدا
بارك الله بك اخي على نقل القصيدة
إرسال تعليق
اترك بصمة.. و اعلم أن هناك من يقتفي الأثر