16 فبراير 2011

"اشكرني".. لو سمحت!


كانت كثيرًا ما تردّد أمي أنّ محمّدًا (يعني أنا!) يحبّ سماع الثناء عليه عندما يقوم بواجبٍ أو يؤدّي مهمّة ما!..

ولذا كان لافتًا للانتباه بالنّسبة لي هذه الاشارة على وجه التحديد في الاختبار الذي تطرّقت له في التدوينة الماضية. والتي ورد فيها تحت بند النظرة الشاملة على الشخصيّة:
"يحتاج المدافع أن يسمع ردود الفعل الإيجابية من الآخرين.. إذا لم تقدم له ردود الفعل الإيجابية أو تعرض لإنتقادات شديدة، قد يصاب المدافع بالإحباط أو الإكتئاب."

وتكرّرت ذات الاشارة في موضعٍ آخر: 
"وأكثر ما يجعله يشعر بالرضا عن نفسه، شكر الناس وتقديرهم له."

هذه صفة لا أنكرها، كما أنّي لست بصدد الحكم عليها بصورتها هذه سلبًا أو ايجابًا في حديثي هنا، إنّما أريد أن أنطلق إلى قضيّة  أعتقد أنّها عامّة.

[ثناء + نقد = نقد بنّاء!]
بشكل عامّ، أعتقد أنّ أيّ إنسان يحبّ الثناء عليه، ويطرب لكلمات المديح التي تُقال بحقّه. ولا شكّ بأنّ كلّ انسان يحتاج لكي يبدع ويفجّر مواهبَ كامنة في داخله تشجيعًا وتحفيزًا..
غير أنّه قد يكون من السلبيّ -كما في بعض الحالات- أن يسبّب عدمُها "إحباطًا واكتئابًا"، وأظنّ أن هذا الأخير -بشكل غير مطلق- بالفعل (كان) ينطبق عليّ.

ذُكر أيضًا في نتيجة الاختبار أنّ من الصفات السلبية، للشخصيّة التي وافقتني، عدم تقبّل النّقد.. وهو أمر -رغم أنّي لم أقتنع به تمامًا- أثبتّه بخطّ مميّز لأنّ كثيرين يرونه واحدةً من صفاتي "السلبية" الظاهرة! وقد لا أستطيع بالفعل نفيه(!)

أنا أفترض أن النقد البنّاء يشمل النقد بمفهموه البسيط والثناء الغائب من المفاهيم، ولا أظنّه جانبًا سلبيّا -إن وُجد- بعد ذلك أن لا أكون متقبّلاً لـ "النقد"!!

وعلى النّقيض أعتقد جازمًا أنّ النقد البنّاء يسعد ويشجّع أيّ انسان ويُحدث في نفسه من الأثر أكثر ألف مرّة من ثناءٍ أجوف!!

أنا لا أتعجب من أناس لا يطلقون ألسنتهم للثناء والمديح، إنّما العجب كلّ العجب لمن لا تسمع صوته إلاّ منبّهًا على تصرّف او مصححًا لخطأ!..
بودّي لو أعرف كيف تجري المقاييس في أدمغة البعض الذين لا همّ لهم إلا "النقد" -بمفهومهم المغلوط- ثمّ يهاجمون من لا يقبل "نقدهم" بأنّه لا يتقبّل النقد..
هل عليّ أن أقبل بصدر رحب نقدَ شخص قرأ موضوعًا أبدعت فيه وبذلت فيه جهد كبيرًا ثمّ لايبادر بالحديث إلا "لينبّهني" على خطأٍ إملائيّ؟؟ هل عليّ أن أتقبل نقد شخص لا يلفتُ إلى شيء من شخصيّتي سوى لهفواتها ثمّ يزعم أنّه يريد "الأفضل" لي بنقده؟؟

لحاجةٍ في نفسي عنونت هذه التدوينة بـ"اشكرني" رغم أنّها ليست الفكرة التي أقتنع بها أو أودّ إيصالها..

أظنّ أن كلمة "التقدير" تلخّص الفكرة المقصودة التي تحتاجها كلّ نفس بشريّة.. وهي لا تعني (الثناء/ المديح/ الاطراء) أو تقتصر على هذه المفاهيم، ولا تتضمنّها بالضرورة دائمًا!!..

التقدير هو عندما أجد مديحًا مستحقًّا -يأتي بمقداره- على عمل أديته أو جديد أبدعته.. والتقدير أيضًا عندما يناقشني أحدٌ في قضيّة ما، متفهّمًا لوجهة نظري، حتى وإن لم يتّفق معي.. التقدير أيضًا أن أجد من يشدّ على يدي عندما أعرض فكرة ويوجّهني لأبدعها حتّى وإن لم يُسمعني كلمات الثناء "التقليديّة".


"إنَّ كثيرًا من النّاس
وصلوا إلى أبعدَ ممّا ظنّوا أنفسَهم قادرين عليه؛
لأنَّ شخصًا آخر ظنَّ أنّهم قادرون على ذلك"!!

5 بصمات:

المورقة عبير !! يقول...

شكراً شكراً لك ..

حقاً أحياناً هناك اشخاص يظنون في قرارة انفسهم أنهم يشجعوننا بكلماتهم ونقدهم .. في حين أنهم يحبطوننا بشكل كبير

بسبب طريقتهم في إلقاء النقد .. فلا يقولون أي كلمة عن المواضع التي لاتستحق النقد أو تستحق منهم أن يقفوا عندها ويثبتون أنها جميلة ..

شكراً لك موضوعك اليوم كان جداً رااائع ..

أول مرة أمر فيها إلى هنا وقد اعجبني المكان جداً

تحياتي

رحـيقٌ مخـتُوم ~ تسنيم / يقول...

في البِدايةِ عَوداً محمُوداً ،

مِن خلفِ الأسطُر تنحني الحُروفُ إجلالاً
و شُكرا ،
ك تقديرٍ لِما هُو هنا
وطمَعاً بكلّ مميّز وجديد ؛

تحيّة!

غير معرف يقول...

جزاك الله خيرا ... رائعه والله ...

دعاء غنايم يقول...

السلام عليكم
طرحك مميّز كالعادة..
في اعتقادي أنّ الرغبة في سماع المديح من قِبَل الناس هو أمر طبيعي..وكما ذكرتَ
"ولا شكّ بأنّ كلّ انسان يحتاج لكي يبدع ويفجّر مواهبَ كامنة في داخله تشجيعًا وتحفيزًا"
..
وأضيف..
"إنَّ كثيرًا من النّاس
وصلوا إلى أبعدَ ممّا ظنّوا أنفسَهم قادرين عليه؛
لأنَّ شخصًا آخر ظنَّ أنّهم قادرون على ذلك"!
..
بوركتم على هذا الطّرح المميّز
تحيّاتي لكم

غير معرف يقول...

السلام عليكم:)

موضوع روعة:)

إرسال تعليق

اترك بصمة.. و اعلم أن هناك من يقتفي الأثر