2 يوليو 2012

لـو كان الحُبُّ حُبّــًا!

[الاسم vs. المُسمّى]
في كتاب (سايكولوجيا العلاقات الجنسيّة) يذكر عالم النّفس الشهير ثيودور رايك قصةَ شابٍّ أتى عيادته لاستشارة نفسيّة.

كان يشكو الشابّ من طبيعة العلاقة بينه وبين رفيقته، ويتذمّر من طريقه تعاملها معه: "إنّها نزّاعة للتملّك، وعلى الدوام تريد أن تتمسّك بي، وتتشبّث وتقبضُ عليّ. إنّها لا تعتقني ولو ليومٍ واحد  (...) إنّها تحرصُ عليّ وإنّها تحبّني كلَّ الحبّ.. لـو كان الحبّ حبًّا!"

يعلّق المؤلّف على ذلك:
"كان عبارته الأخيرة والتي نطقها بطريقةٍ نزوية، تخطر على ذهني كلّما كان عليّ أن أعالج الذين الذين يعانون من مصاعب في حياتهم العشقيّة.
ما قصدَه بهذه العبارة واضحٌ تمامًا. إنَّ ما يدعوه النّاس حُبًّا ليس حبًّا أبدًا.. إنّه شهوة السلطة، حافز للانتزاع، أو رغبة جنسيّة خام.

لو أنّ ما يُدعى حُبّا كان مجرّد توقٍ للرفقة، واهتمام برفاه الآخر، وأخذ وبذلٍ للحنان وقبول بعيوب الآخر، لكانت الحياة رائعة. إنّ عبارته لا تنكر وجود الحبّ، لكنّها تشكو من طبيعته.

"لا بدّ أن نقرَّ أنّ المريضَ معذور إلى حدٍّ بعيد في صرخته "لو كان الحبّ حبًّا" فكلّ ضروب الانفعال يُطلقون عليها اسم الحبّ. يا لهذه الكلمة كم أسيءَ استعمالها"

[لو كان الإسلامُ اسلامًا!]
يستطردُ المؤلّف قائلًا:
"قد يقول شخصٌ متديّن، وبتوقٍ مماثل: "لو كانت المسيحيّة مسيحيّة!"
لو أنَّ ملايين البشر ممّن يدّعون الإيمان بالمسيح كانوا فقط مفعمين حقًّا بروحيّة المخلّص..
ولكنّهم لا يوالون سوى الرسالة التي تُميت، لا الرّوح التي تهبُ الحياة"

2 بصمات:

زهرة يحيى يقول...

جميل جداً استمر

دعاء غنايم يقول...

السلام عليكم..
يُسعدني مروري من هُنا بعد انقطاعٍ طَويل
تدوينة رائعة

دُمتم بخير

إرسال تعليق

اترك بصمة.. و اعلم أن هناك من يقتفي الأثر