5 أبريل 2010

قبسات طنطاويـّـة

[علي الطنطاوي]
الشيخ، الأديب، والقاضي الفقيه، السوريّ، (1909 - 1999)، التحق بكلية الحقوق حتى نال الليسانس، وعمل في سلك القضاء وتدرج لأعلى المناصب في المحاكم السورية.

أنهيت قبل فترة قراءة كتابيه "من حديث النّفس" و "فصول في الدعوة والإصلاح"، وكان رحمه الله قد  نشر الأوّل عام 1960، أما الثاني فقد صدر عام 2008، بعد وفاة مؤلفه بتسع سنين، حيث جمع مادّتَه ورتبها حفيدُه مجاهد مأمون ديرانية. وكلا الكتابين مجموعة من المقالات المنشورة أو الأحاديث التي ألقاها -رحمه الله- في الإذاعة.

والحقّ أني فضلاً عن إعجابي بأفكاره، فإنّي أوافق الكثير والكثير من آراءه في عدة قضايا: فكرياً ودينياً واجتماعيّاً وحتى أدبياً. إلا أنّ ذلك لا يعني أني أوافق على كلّ ما سأنقله هنا .. كحديثه عن الأطباء مثلاً ^_^ !

[الطنطاوي ومصر]
 نال الشيخ علي الطنطاوي الثانوية العامة سنة 1928. بعد ذلك ذهب إلى مصر ودخل دار العلوم العليا، ولكنه لم يتم السنة الأولى وعاد إلى دمشق في السنة التالية.
 - في احدى مقالاته في كتاب حديث النّفس صفحة 124 يقول : " إني لم آسف على شيء -مما صنعت في حياتي أو تركت- أسفي على ترك مصر ولا أطمع في شئ طمعي في العودة إليها والحياة فيها "
 - وفي رسالة مفتوحة (منشورة عام 1943) الى رئيس تحرير احدى الصحف المصرية يقول " على أنّ مصر -إن أردت الحقّ- لا تحبّ إلا أبناها ولا تَبسم إلا لهم وترى واحد الأديب المصري مئة، ومئة غيره لا تساوي عندهم واحداً "
وفي كتاب (فصول في الدعوة والإصلاح) يقول في احدى مقالاته:" أنا أعرف مصر من 25 سنة، وأعرفها الآن، وأشهَدُ أنّ ليس فيها من خير جدَّ إلا كان مصدره دعوة الإخوان "

[الطنطاوي وشباب اليوم!]
في احدى مقالات كتاب (من حديث النّفس) يستذكر أيامه فيقول ساخراً :" وكنّا يومئذ متلبّسين بجريمة الحياء التي أقلع عنها شباب اليوم والحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه "
- ويقول في مقال آخر عن نفسه رحمه الله :" بل إنّي لا أعرف أنّه مرّ عليّ يومٌ واحد منذ عقلت إلى اليوم لم أقرأ فيه شيئاً "
- أمّا في كتاب (فصول في الدعوة والإصلاح) فيتحدّث عن (الاختلاط) فيقول:" إنّ من يضع الشابة العزبة بجنب الشاب العزب في الفصل، ويأمن ألا يقع بينهما شئ ..  ولا بعد إنتهاء الدوام، كمن يضع الغاز المشتعل بجنب برميل البنزين المفتوح وينام آمناً ألا يكون إنفجار "
 - ويقول في موضع آخر من هذا الكتاب: " الإسلام يحتاج اليوم إلى الدّعوة من جديد، لا أقصد دعوة الكفّار؛ بل دعوة شباب المسلمين وشابّات المسلمين إلى الإسلام

[الطنطاوي والأطبّاء]
كان الطنطاوي -رحمه الله- قد أصيب بمرض سنة 1937 أقعده عشرين يوماً في السرير، -وكما يظهر- فإنّ الأطباء قرّروا اجراء عملية جراحية له، إلا أنه رفض ذلك .. ويقول في مقالة نشرها بعد أن شفاه الله: " والأطبّاء (والرجاء عدم المؤاخذة) قوم برئوا من العاطفة وانبتّوا من الشفقة، يشقّون بطون النّاس - نسأل الله السلامة - ويُخرجون أمعاءهم فيضعونها في طبق .. ويكسرون جماجم البشر ويعبثون في أدمغتهم، ويفعلون ما لو فعله غيرهم للحقته الشرطة واصطفّ له القضاة وفتحت له أبواب السجن ! ... ثم يتصدّرون المجالس يفتخرون بأنّهم أصدقاء الإنسانيّة "

[بين المنفلوطي والرّافعي]
في احدى ذكرياته عن فترة الشباب يذكر أنّه كان يعتبر المنفلوطي أبلغ كتّاب العصر، حتى قرأ للرافعي، ووبهذا الشأن يكتب: " فعلمت أنّ الله قد خلق من هو أبلغ من المنفلوطي "
وهذا مأخوذ من مقالة منشورة عام 1941. لكنّه -وهنا بيت القصيد- يستدرك على نفسه على هامش الكتاب الصادر بعد 19 عاماً فيقول: " على أنّ رأيي في الرّافعي قد بدّلته الأيّام؛ فلم أعد أستحسن من الأساليب إلا ما قارب الطبع وبعد عن الصنعة "

[بين سنة 1974 واليوم، هل انتهى "الزمن الطويل" ؟]
 - " إنّ أمامنا معركة هي معركة كفر وإيمان، فلنوفّر قوانا كلّها لها، ولا نجعل بأسنا بيننا، ولا نشتغل عن المعركة الأصلية بمسائل فرعيّة لا يضرّ الإختلاف فيها .. الغريب أنّ هذا الكلام - على وضوحه وصحّته - يحتاج كما يظهر إلى زمن طويل وجهد كبير حتّى يقتنع به الدّعاة ويجعلوه واقعاً "
 - " الحقيقة إننا نقول وخصومنا يعملون، ونحن ننام وهم يسهرون، ونحن نشتغل بحكم السبحة ونكتفي من الإسلام بالدّعوة إلى تقصير الثّوب وتطويل اللحية "

رحم الله الشيخ الطنطاوي وجزاه عن المسلمين خير الجزاء

9 بصمات:

رحـيقٌ مخـتُوم ~ تسنيم / يقول...

مُثرٍ!
يستحق النجومَ الخمسة

محمّد يقول...

شكراً أخت تسنيم
مرورك الدائم يثري المدوّنة :)

احمد يقول...

لم اقرا له كثيرا لكن شوقتني لذلك...

SCRIBBLE ..♥ يقول...

رحمـه الله ~

عظيم في حياته وبعد مماته ..

شكرا لك

(:

مُحمّــد أبوزر يقول...

أهلاً بكِ أخت scribble

شكراً لمرورك :)

ابن اليمان يقول...

بسبب حبي له وقرءاتي لمعظم ماكتب أنا هنا
جزاكم الله خيرا

ابن اليمان يقول...

الموقع الرسمي للشيخ علي الطنطاوي
http://www.alitantawi.com/

المداد الدمشقي يقول...

السلام عليكم
جزاك الله خيرا على نشر هذا الموضوع الشيق والغنى بافكاره.
رحمه الله الشيخ علي الطنطاوي وادخله الجنة

و لكم تحياتي
المداد الدمشقي
www.midad.me
أكبر موسوعة القرآن الكريم على الانترنت
www.midad.me/quran/

ريم العيلة يقول...

رحم الله الشيخ..
و لا شك - ولا أتعدى على رأي الشيخ - أنه بعد برهة يعتاد الطبيب رؤية و التعامل مع الأحشاء مما لا يستسيغه الانسان العادي,,لكن لابد من ذلك لإزالة المرض
و على العكس..كلما ازددنا اطلاعاً في الطب كلما رقّت أفئدتنا تجاه الناس..هذا ما لاحظته..
و نبقى في النهاية خدماً لصحة الناس :(

إرسال تعليق

اترك بصمة.. و اعلم أن هناك من يقتفي الأثر