7 أبريل 2010

ردّ "جيل الرسالة" على رسالتي

 إن كنتَ لا تدري فتلك مصيبـــــةٌ 
وان كنتَ تدري فالمصيبةُ أعظمُ !!

[فكرة]
بعد انتقادي لاستخدام اللهجة العاميّة في برنامج "جيل الرسالة" على مدوّنتي، خطرت لي فكرة أن أوصل هذا النقد للقائمين على البرنامج، وقد وجدت منتدىً لهم على الشبكة العنكبوتية، فحملت تدوينتي وشاركتهم "قضيّتي".

[ربّ قول جوابه السكوت!]
وعدوني برد..، وكنت قد وضعت التدوينة في المنتدى للنقاش، لا بل للتذكير؛ إذ انّي ظننت أني سأكون مجرد منبّه لا أكثر؛ فهذه القضيّة -كما كنت أحسبها!- مسلّم بها  ومن البديهيات في هذه الحياة .. ! قبل أن أفاجأ برد أحد الأعضاء الذي قال مستغرِباً (ولن أقول "متهكّماً" من باب إحسان الظنّ !) :
        "لكن اللغة العامية أليست عربية ؟؟؟
        هم لم يتحدثوا الأردو مثلاً يتحدثون العربية"
وأعترف لكم بصدق حزين أنّي لم أحر له جواباً ولم أجد له تعقيباً، فردّه المفحم أخرسني !.. إلا أن رجائي لم ينقطع؛ فخيالي - الذي جنّح بعيداً - صوّر لي البرنامج وقد أصبح يبثّ التقارير المعدّة مسبقاً بلغتنا .. أقصد لغة القرآن ! (فقط التقارير الجاهزة وليس حواراتهم المباشرة!!)

[جدل بيزنطي]
ثمّ وصل الردّ من الإدارة أنقله كما هو غير مزيد ولا منقوص:
جزاكم الله خير على النصيحه......
اللغة التي يتحدث بها المقدمان ...صحيح انها "عامية" لكنها اقرب لفهم للجميع..
من باب عدم التكلف و المبالغه في التخاطب...
وعلى مااعتقد انها مفهومه من اغلب البلدان الأخرى ..
اقصد انها سهله و بسيطه...يمكن للاغلب فهمها....
عموما شكرا جزيلا على النصيحه ...
فهي بادرة من محب لدينه و للغة كتابه..
جزاكم الله الف خير.....

الادارة
 بادئ ذي بدء قلت في نفسي -بقليل من الذكاء!- هذا يعني أحد أمرين لا ثالث لهما: إمّا اني فشلت فشلاً ذريعاً بعرض قضيّة أؤمن بها؛ بحيث بدت "قضيّتي" أني قلق على سكان المغرب العربي (على سبيل المثال) ألا يفهموا لغة البرنامج (!)، وأما الاحتمال الثاني: .وهو لا يتعلّق بي ... (أترك تقديره لكم!)
فكتبت لهم:
أنا لا أقول أن لهجتهم بالضرورة غير مفهومة ..وليس هذا بيت القصيد مطلقاً !!!
بل إن اللهجة الفصيحة -التي أريدهم أن يتحدّثوا بها- غير المفهومة
وأريد أن يتحدّثوا بها لأن ذلك من شعائر الإسلام .. ولأني أريد جيل الرسالة (أقصد الفئة المستهدفة) أن تتقن لغة القرآن

بعد ذلك يبدو أنّهم ضجروا بي، فكان هذا الردّ:
"لا ...لكل منا وجهة نظر و وجهة نظركم في مكانها.  وحاولنا توضيح راينا....."
 فاكتفيت بشكرهم .. ولم أخض في المزيد من هذا الجدال العقيم حفظاً لما تبقّى من ماء الوجه !..

[عفوك ربّي ولطفك]
المهمّ أنّي أدركت أنّ الحديث بلغة القرآن أصبح "وجهة نظر" .. ما شاء الله ، وأنا الذي كنت أظنّه أمراً مسلّماً به (نظريّاً لا واقعياً!!).. على الأقل لمن يعتبر نفسه مسلماً، فكيف إذا كان هذا المسلم يتصدّر دعوته ويرفع لواءه ويتحدّث باسمه ويحمل "رسالته"؟؟.. يا لخيبة ظنّي !!

ولعلّه من المفارقة الاشارة إلى أنّ قنوات الجزيرة للاطفال وسبيس ستون لا تستخدمان إلا اللغة الفصحى ، رغم ان فئتهم المستهدفة الاطفال وليس الشباب !! هذا والقناتان ليستا إسلاميّتين !

[كم أتمنّاك -والله- يا عُمَر لهذا الزمان .. فهكذا "جيل" ليس له إلا هذا الــ عـُــمَر!!]
أما عمر بن الخطّاب رضي الله عنه فقد قرر عقوبة للذي يخطئ في العربية، ومن ذلك أنه أمر بعزل كاتب أبي موسى الأشعري وجلده سوطا لعدم تمكنه من قواعد العربية، إذ كتب خطابا إلى عمر يقول في مفتتحه: من أبو موسى الأشعري إلى عمر بن الخطاب. والصواب من أبي موسى كما يعلم ذلك من له أدنى معرفة باللغة.
 ويروى أن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يعتبر تعلم لغة القرآن الكريم والتعمق في علومها وآدابها مثل التعمق والتفقه في الدين وعلوم الشريعة.
 وربّما من المحزن الإشارة هنا الى أنّ فرنسا -بعد 14 قرناً من "قرار" عمر رضي الله عنه- فرضت قبل أعوام غرامة 2000 فرنك فرنسي على من يستخدم كلمة أجنبيّة لها مقابل في اللغة الفرنسيّة!

7 بصمات:

صــفاء يقول...

لم اتوقع رداً مماثلاً لما اوردته آنفاً!!
أليس الخلل ربما يكون في مقدمي البرنامج ؟
الذين ربما قد درسوا الاعلام .. ولم يدرسوا اللغة ولا يجيدون اصلاً نطقها بالفصحى !!؟

ومن المؤكد فان هذا يعود الى من اختار اؤلئك المقدمين
وهم بالطبع الادارة :> !!

اصلح الله حال المسلمين جميعاً وهداهم الى الصواب!

مُحمّــد أبوزر يقول...

فتاة ،،
أهلاً بك
وأنا أيضاً لم أتوقّع هكذا رد !!

لكنّي الآن لن أستغرب إن خرج علينا أحد بفكرة كتابة تفسير للقرآن الكريم باللهجة العاميّة /

لا حول ولا قوّة إلا بالله

العابرة بابتسامة :) يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الأخ الفاضل محمد -

* كنت قد كتبت ردّا طويلا ناقشت فيه عدّة نقاط، لكنّه،لم يُرسل ولم أستطع استرجاعه كذلك،لكنني سأحاول تحديد النقاط سريعا..

- مبادرتك الطيّبة في الصدح بالحق تستحق الثناء، فبارك الله فيك ^^

- النقد، يجب أن يتحوّل إلى نظريّة نقديّة، كيف وصلنا إلى هذا الحال؟؟ ثم وضع الأسباب ومبادرات وطرق مقابلة للمعالجة بشكل جذري نسبيّا، قد يبدأ الأمر بمبادرات فرديّة،لكنّه مع إصرار أهل الحقّ على الحقّ سيكون نتاج الجهود مذهلا أثق بذلك، المهم ألا نعتمد على الإتّكاليّة فعلى كلّ واحد فينا القيام بدوره.

- مشكلة في النقد ، أن يقصد المرسِل الخير والتطوّر، ويعجز المتلقي مع علمه بالخطأ عن الإعتراف به والعمل على معالجته، وإن كان الإعتراف بالخطأ فضيلة، فإنّ الإصرار عليه رذيلة :)

- قنوات الأطفال مع ما في معظمها من رسائل سلبيّة، وكون معظمها مترجم ومدبلج، إلا أنّني أشدّ على أياديهم في مسألة اللغة الفصحى، وألاحظ تأثير الأمر على اخوتي الصغار.. وهنا،أثني بحقّ على قناة الجزيرةللأطفال، وأتمنى أن تكون عندنا قناة بنتاج راقي " إسلامي" من هذا النوع ..

- مشكلة في المنحنى التفكيري لمجتمعاتنا، " تأليه" المفكّرين والمثقّفين والناجحين والشخصيات البارزة، بحيث يعتقد الكثيرون أنّهم الأقرب للكمال، وأنّه ليس من حقّهم إبداء رأيهم،وإن أخطأ هذا " العظيم" !! وهذه مشكلة تقيّد العقول.. ويجب علينا فعلا البدء بمواجهتها، كلّ بطريقته، المهم السعي الدائب والجاد..

سنرى في هذه الحياة الكثير، وسنتعلّم أكثر، لنعطي - بإذن الله - أكثر وأكثر وأكثر

فبارك الله فيك أخي..

وفقك الله لكل خير :)

مُحمّــد أبوزر يقول...

الأخت العابرة ،،
شكرا لاصرارك على اضافة الرد :)
اضافتك قيّمة
أحيّيك وأشكرك جزيل الشكر

احمد يقول...

قال احدهم لي "علينا ان نتوقف من النزول الى مستوى المتلقي الى اسفل سافلين..."مع ان مقالته في ذلك الموقف خاطئة الا انها متالقة في هذا المكان.
اتمنى الا ننحدر الى ان يصبح ثلاثة ارباع برامجهم مطعمة "باللكمات" الانجليزية!!! حتى يصلوا الى فئتهم المستهدفة.

غير معرف يقول...

بارك الله فيك اخي محمد توك .. فعلا انت انسان راقي بكل ماتحمله هذه الكلمة من معنى ..
أؤيد كلامك حرفا بحرف ولا أجد لهذين المذيعين عذرا مقنعا بالذات الأخ مجيد مرة يتكلم عامي .. الأخ منهل قد يدخل الفصحى أما مجيد مرررة .. لكن نصيحتي لك لاتقلق .. كرر المحاولة إلى مدير القناة مثلا .. اطرح استبانات في المنتديات .. مارأيكم ؟؟ وما الأفضل ؟؟
شاكرة لك اهتمامك باللغة العربية ..

حكايات إنسان يقول...

أحييك أستاذ محمد
وأحيي فيك هذه الغيرة القوية على اللغة العربية التي هي الوعاء الملائم المفصل على مقاس الهوية الإسلامية
و أدعمك في كل آرائك
وللعلم الكثير من المعنيين في القنوات وفي غيرها لا يقدرون البعد الحضاري والفكري والنفسي لاستخدام اللغة أية لغة
إنهم لا يدركون أن الأمة بقدر قربها من اللغة الفصحى يكون قربها من روح الدين الإسلامي و العكس بالعكس
و مسألة التقصير الرسمي معلومة للجميع لكن المرير أن نجد قنوات ننتظر منها ترسيخ اللغة الفصحى كضرورة أساسية لكنها توحي بممارساتها إلى غير ذلك والإيحاء أخطر من التصريح أحياناً
يجب أن ترقى تلك القيم بالمجتمع لمستوى الفصحى لا أن تنحر الفصحى لتنحط للعاميات الخطيرة على الفصحى خطورة العملاء المغروسين في جسد الأمة

إرسال تعليق

اترك بصمة.. و اعلم أن هناك من يقتفي الأثر