15 يونيو 2011

المخّ.. ذكر أم أنثى؟!

كتاب: المخّ ذكر أم أنثى
د. عمر شريف، د. نبيل كامل
الطبعة الثانية -2011
390 صفحة
مكتبة الشروق

[مخّ الرجل vs. مخّ المرأة]
شهد الثلث الأخير من القرن العشرين انقلابًا معرفيّاً هدم مفهومًا كان سائدًا في علوم المخّ والأعصاب، حيث كان يُعتقد أنّ مخّ الرجل ومخّ الأنثى متماثلان، ثمّ تبيّن للعلماء بما لا يدع مجالاً للشكّ أنّ هناك فوارقًا تركيبيّة ووظيفيّة بين مخّ الذكور ومخّ الإناث، أُطلق على هذه الفوارق بالفوارق الجنوسيّة gender (مقابل اصطلاح الفوارق الجنسيّة الذي يقتصر على مفهوم الاختلاف الشائع المرتبط بالفوارق الجسديّة والتناسليّة)
ومن بين ما توصّلت له الأبحاث الطبيّة من فروق بين المخّين:-

 - استهلاك المخّ للجلوكوز (الوقود) يختلف بين الجنسين في 17 موضعًا، بعضها لصالح النساء وبعضها لصالح الرجال.

 - الاتصال التشريحي لنسيج المخّ بين نصف الدماغ الأيسر (المسؤول عن المنطق) والنصف الأيمن (المسؤول عن العاطفة) في المرأة أقوى منه عن الرجل؛ ومعنى ذلك أنّ ادراك المرأة كلّي يجمع بين العاطفة والمنطق، بينما هناك انفصال بين عاطفة الرجل ومنطقه؛ فعندما يحبّ الرجل فإنّه يحبّ بلا منطق، وعندما يمنطق الأمور يمنطقها بلا عاطفة.

 - عدد الخلايا المسؤولة عن اللغة والسمع تزيد بحوالي 11% في النّساء عن الرجال.

 - تتموضع مراكز الشعور في المخّ الذكوري في النّصف الكروي الأيمن، بينما تكون موزّعة بين كلا النّصفين في الإناث. ويرجع قصور الرجل في التعبير عن عن مشاعره بالكلمات إلى إدراكه للأمور الشعوريّة بنصف مخّه الأيمن في الوقت الذي تقع قدراته التعبيريّة اللغويّة في النّصف الأيسر. أمّا في النّساء فإنّ المراكز الشعوريّة وكذلك مراكز القدرات اللغويّة تكون موزّعة في كلا نصفي المخّ؛ ما يفسّر تميّز المرأة بالقدرة على التعبير اللغوي الفوري الجارف.

 - المراكز العصبيّة المسؤولة عن السلوك الجنسي في منطقة تحت المهاد تكون في الرجال أكبر بمرّتين ونصف عنها في النّساء.

 - ينبّه الغضب عند المرأة منطقة التلفيف الحزامي في المخّ (وهو المسؤول عن الانفعالات المركّبة مثل الغضب وتعبيرات الوجه المصاحبة له) أمّا عند الرجل فإنّه ينبّه الفصّ الصدغي (وهو المسؤول عن تحويل المشاعر إلى إلى أفعال وحركات عدوّانيّة)

[تأثير الهرمونات]
وُجد بأنّ الهرمونات الجنسيّة تخترق ما يُعرف بالحاجز بين الدمّ والمخّ blood brain barrier لتصل إلى خلايا المخّ، كما أنّه يوجد مستقبلات خاصّة بهذه الهرمونات داخل خلايا المخّ لتؤدّي وظيفتها داخل خلايا المخّ العصبيّة.

[مخّك -أنت- ذكر أم أنثى؟!]
وبالاضافة للفوارق التشريحيّة والفسيولوجيّة والهرمونيّة فإنّ للتنشئة الاجتماعيّة مساحة مؤثّرة في عقليّة الرجل والمرأة.. وإذا كانت نظرة واحدة إلى وجوه وأجسام من نتعامل معهم تخبرنا عن جنسهم، فإنّها لا تخبرنا بالقطع عن جنس عقولهم، بل الانسان يعجز غالبًا عن تحديد جنس عقله، ويتطلّب ذلك الخضوع لاختبارات عقليّة ونفسيّة، فهناك اناث يمتلكن أمخاخًا وعقولاً ذكوريّة، وهناك ذكور  يمتلكون أمخاخًا وعقولاً أنثويّة. وبشكل عامّ يقع معظمنا في المنطقة الوسطى التى تجمع سمات مختلفة بين هذين النمطين.

[بيولوجيا الحبّ]
نتيجة للتقدّم في دراسة بنية المخّ وكيميائه صرنا نستطيع أن نرصد الحبّ وأطواره وآثاره عن طريق التحاليل وفحوصات الأشعّة.. حيث تظهر الدراسات في المرحلة المبكّرة من الحبّ نشاطًا أكبر في مخّ المرأة المحبّة عن مخّ الرجل في المراكز الخاصّة بالانتباه والحدس والذاكرة، أمّا الرجل فيُظهر نشاطًا أكبر في قشرة المخّ البصريّة مما يعني أنّه أكثر عُرضةً للوقوع في الحبّ من أوّل نظرة.

وعندما يقع الانسان في الحبّ فإنّ المناطق الدوائر العصبيّة الخاصّة بالحرص والتفكير المنطقي يتمّ إغلاقها، كما أنّ الحبّ يشغل نفس المناطق التي تشغلها الرغبة في الاستحواذ والتسلّط والشعور بالثّقة، وكذلك الرغبة في "تملّك ذلك الشخص"، ويشغل نفس الدوائر العصبيّة التي تشغلها تجربة الوجد الصوفيّة لما فيهما من شعور مشترك بالنشوة والانطلاق.

ويشغل الحبّ نفس الدوائر العصبيّة التي يؤثّر فيها الإدمان لاشتراكهما في عدم القدرة على الاستغناء.. وتتشابه الأعراض المبكّرة للحبّ مع ما تسبّبه الجرعات الأولى من بعض العقاقير والموادّ المخدّرة كالأمفيتامين والكوكايين والمورفين والهروين؛ لاشتراكهما في تنشيط إفراز نفس الناقلات العصبيّة.
كما يشترك المحبّان مع المدمنين في الشعور بالنشوة ويبحث الواحد منهما عن الآخر مثلما يبحث المدمن عن العقار (المخدّر)، وكذلك يشعران بنفس الأعراض الانسحابيّة withdrawal symptoms النّفسيّة والعضويّة إذا افترقا؛ فالحبّ الحقيقي إدمان حقيقي.

[مقتطفات متفرّقة من الكتاب]
يحتاج مخّ الطفل لاتمام تشكّله إلى جرعات من الحنان والتعاطف والطمأنينة النّفسيّة، كما تقوم الأحلام التي نراها في طفولتنا بدور مهمّ في تشكيل المخّ.
وإذا كان معدل نضج المخّ الذكوري أسرع من معدّل نضج الأنثوي، فإنّ مخّ الذكر الأكبر حجمًا يضمر مع التقدّم في السنّ بمعدّل أسرع ثلاث مرّات من مخّ الأنثى.
--

يرى المتخصّصون في علم النّفس السلوكي أنّ المرأة التي تفقد شريك حياتها تمتصّ الصدمة وتتعافى أسرع من الرجل الذي يفقد شريكة حياته، كذلك تتجاوز البنات اللواتي يفقدن أحد الوالدين المحنة أسرع من الأولاد وبخسائر نفسيّة أقلّ.. هذا بالرغم من الفكرة العامّة عن المرأة كمخلوق عاطقي
--

دراسة نفسيّة: أشدّ ما يستفزّ الفتيات هو ما يهدّد علاقتهنّ بالآخرين، أمّا الفتيان فستفزّهم ما ما يهدّد احترامهم ومنزلتهم عند الآخرين.
--

"الرجل طفل كبير يمكن أن تستأنسه المرأة بالحنان والتشويق"
--

الأطفال الذكور يحتاجون لرعاية نفسيّة وحميميّة أكثر من الأطفال الإناث.
--

إنّ الكثير من الحقائق التي تمّ التوصّل إليها في مجال الفوارق الجنوسيّة بين الرّجال والنّساء قد تمّ اخفاؤها لما لها من انعكاسات اجتماعيّة وسياسيّة ... لقد آن الأوان لنسف الفكرة القائلة بأنّ الجنسين متماثلان وأن كلاً منهما يمكن أن يقوم بمهام الآخر / د. سيمون كوهين (أستاذ الطبّ النفسي بجامعة كامبردج)

[قُصاصات من الكتاب]

9 بصمات:

صــفاء يقول...

عدا عن الإقتباسات القيمّة جداً ، لفتت نظري حقيقة أن الحب يشغل نفس الدوائر العصبية التي يؤثر فيها الإدمان، لاشتراكهما في عدم القدرة على الإستغناء..

تدوينة "دسمة " فعلاً وقيمة ..
متابعون :)

غير معرف يقول...

رآئع جداً .. أخي محمد ؛
حآولت بشدة أبحث عن الكتاب كنسخة إلكترونية ، لكن لم أفلح في إيجآده للأسف ..!
يآريت إذا حضرتك تتكرم وتعطينآ رابط للكتاب إذا موجود .. أو تتابع في عرض أجزاء الكتآب ..
مُغري جداً .. وعندي رغبة قوية في قرائته للنهاية :)
<>
شكراً جداً تليق بحضرتك ..//
تحية تشبهك .. والسلآم
.
.
م.سَلوى’ ،،

هناء جواد . يقول...

طوال عمري لم أكن أقتنع بفكرة أن الرجل = المرأة !
سواءً في الظاهر والباطن من الخلايا وما تفعله، وتدوينتك هذهِ أكدت لي هذا الشيء مع إضافات غريبة خصوصاً أن الفتاة تخرج من صدمات أسرع من الفتى والظاهر هو العكس !

مُبهر جداً ، !
آستمر بقوة آبن سينا :)

مُحمّــد أبوزر يقول...

مسرور بمروركم جميعًا، وشاكر لردودكم..

@ م. سلوى
المعذرة فالكتاب لم أجده الكترنيًّا،
وكان في نيّتي أن أعرضه في عدّة تدوينات، لكنّي اجتهدت في النهاية أن أعرض أهمّ ما استوقفني في تدوينة واحدة؛ لضيق الوقت، وقد أعود فيما بعد لأضيف على هذه التدوينة فقرات أخر.
تشرفّني متابعتك

أهلاً بكم على الدوام

Gardenia ~ يقول...

أريد حقاً أن أحصل على هذا الكتاب
مذهلة تلك الحقائق !

غير معرف يقول...

عنوان الكتاب يشد ..., فما بالك المحتوى..,


سيكون اول كتاب اقتنيه عند ذهابي للمكتبه..,
شكرا محمد..~

مُحمّــد أبوزر يقول...

رابط لتحميل النسخة الالكترونيّة من الكتاب :)
http://www.4shared.com/office/wXtLvGyZ/_____________.html

مالك يقول...

الكتاب رائع جدًا،وكذلك التلخيص.
يبدو الكتاب جديرًا بالقراءة،لكن يجب علي أن أكفّ عن التشتت في القراءة والاهتمامات.
شكرًا لك :)

Unknown يقول...

جمييل جدا تلخصيك للكتاب .. احسنت ...وشكرا للإفادة

إرسال تعليق

اترك بصمة.. و اعلم أن هناك من يقتفي الأثر